الأحرف السبعة التي أنزل القرآن عليها ليست هي القراءات السبع المعروفة

Home / الحديث / الأحرف السبعة التي أنزل القرآن عليها ليست هي القراءات السبع المعروفة
الأحرف السبعة التي أنزل القرآن عليها ليست هي القراءات السبع المعروفة
 بسم الله الرحمن الرحيم 
عن أبي بن كعب أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ كانَ عِنْدَ أَضَاةِ بَنِي غِفَارٍ، قالَ: فأتَاهُ جِبْرِيلُ عليه السَّلَامُ، فَقالَ ……. إنَّ اللَّهَ يأمرُكَ أن تقرأَ أُمَّتُكَ القرآنَ على سبعةِ أحرفٍ فأيُّما حرفٍ قرؤوا عليهِ فقَد أصابوا  رواه مسلم
 قال شيخ الاسلام رحمه الله : “ لا نزاع بين العلماء المعتبرين أن ‏[‏الأحرف السبعة‏]‏ التي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن القرآن أُنزل عليها ليست هي قراءات القراء السبعة المشهورة، 
بل أول من جمع قراءات هؤلاء هو الإمام أبو بكر بن مجاهد، وكان على رأس المائة الثالثة ببغداد، 
فإنه أحب أن يجمع المشهور من قراءات الحرمين والعراقين والشام؛ إذ هذه الأمصار الخمسة هي التي خرج منها عِلْم النبوة من القرآن وتفسيره، والحديث والفقه من الأعمال الباطنة والظاهرة، وسائر العلوم الدينية، 
فلما أراد ذلك جمع قراءات سبعة مشاهير من أئمة قراء هذه الأمصار؛ ليكون ذلك موافقًا لعدد الحروف التي أنزل عليها القرآن، لا لاعتقاده أو اعتقاد غيره من العلماء أن القراءات السبعة هي الحروف السبعة،
 أو أن هؤلاء السبعة المعينين هم الذين لا يجوز أن يقرأ بغير قراءتهم‏‏.‏‏ 
ولهذا قال من قال من أئمة القراء‏:‏ لولا أن ابن مجاهد سبقني إلى حمزة لجعلت مكانه يعقوب الحضرمي إمام جامع البصرة وإمام قراء البصرة في زمانه في رأس المائتين‏‏.‏‏ ‏ 
ولا نزاع بين المسلمين أن الحروف السبعة التي أنزل القرآن عليها لا تتضمن تناقض المعنى وتضاده، بل قد يكون معناها متفقًا أو متقاربًا، 
كما قال عبد اللّه بن مسعود‏:‏” إنما هو كقول أحدكم‏:‏ أقبِل، وَهَلُمَّ، وَتَعَال‏‏‏. “
‏‏ وقد يكون معنى أحدهما ليس هو معنى الآخر، لكن كلا المعنيين حق، وهذا اختلاف تنوع وتغاير لا اختلاف تضاد وتناقض، 
وهذا كما جاء في الحديث المرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا حديث “أنزل القرآن على سبعة أحرف، إن قلت‏:‏ غفورًا رحيمًا، أو قلت‏:‏ عزيزًا حكيمًا فاللّه كذلك، ما لم تختم آية رحمة بآية عذاب، أو آية عذاب بآية رحمة“‏ ‏‏.‏‏
وقال أيضا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ” القول المرضي عند علماء السلف ، الذي يدل عليه عامة الأحاديث وقراءات الصحابة : أن المصحف الذي جمع عثمان الناس عليه ، هو أحد الحروف السبعة وهو العرضة الأخيرة ، وأن الحروف الستة خارجة عن هذا المصحف . وأن الحروف السبعة كانت تختلف الكلمة ، مع أن المعنى غير مختلف ولا متضاد ” انتهى من ” الصارم المسلول ” (ص 126)

Visits: 284