مَا صَدَقَ اللهَ عبدٌ أَحَبَ الشُهرَةَ

Home / الزهد و الرقائق / مَا صَدَقَ اللهَ عبدٌ أَحَبَ الشُهرَةَ
مَا صَدَقَ اللهَ عبدٌ أَحَبَ الشُهرَةَ
لا يجتمع الإخلاص في القلب ومحبة المدح والثناء والطمع فيما عند الناس ، إلا كما يجتمع الماء والنار والضب والحوت فإذا حدثتك نفسك بطلب الإخلاص فاقبل على الطمع أولا فأذبحه بسكين اليأس وأقبل على المدح والثناء فازهد فيهما زهد عشاق الدنيا في الآخرة فإذا استقام لك ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح سهل عليك الإخلاص.        فأن قلتَ وما الذي يسهِّـل عليَّ ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح؟  قلتُأمّا ذبح الطمع فيسهِّـلُهُ عليك علمُكَ يقينا أنه ليس من شيءٍ يُطمَعُ فيهِ إلاَّ وبيدِ الله وحده خزائنه لا يملكها غيره ولا يؤتى العبد منها شيئا سواه وأمّا الزهد في الثناء والمدح: فيسهِّـلُهُ عليكَ علمُكَ أنه ليس أحدٌ ينفع مدحه ويزينُ ، ويضرُّ ذمهُ ويشينُ الا الله وحده كما قال ذلك الأعرابي للنبي عليه الصلاة والسلام: ان مدحي زين وذمي شين! فقال: ذلك الله عز وجل “.    فازهد في مدح من لا يزينك مدحه وفي ذم من لا يشينك ذمه ، وارغب في مدح من كل الزين في مدحه وكل الشين في ذمه ولن يُقدَرَ على ذلك الا بالصبر واليقين فمتى فقدت الصبر واليقين كنت كمن أراد السفر في البحر في غير مركب،قال تعالى :{فاصبر إنَّ وعد الله حقٌّ ولا يستخفنك الذين لا يوقنون} وقال تعالى :{وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون}. كتاب الفوائد ج/1ص149
قال ابن الجوزي -رحمه الله-: من ضرورة الإخلاص ألا يقصد التفات القلوب إليه فذاك يحصل لا بقصده، بل بكراهته صيد الخاطر ص (588)
قال الفضيل بن عياض – رحمه الله -:  علامة الزهد في الدنيا وفي الناس ، أن لا تحب ثناء الناس عليك ، ولا تبالي بمذمتهم ، وإن قدرت ألا تعرف فافعل ، ولا عليك ألا تعرف ، وما عليك ألا يثنى عليك ، وما عليك أن تكون مذموما عند الناس إن كنت محموداً عند الله حلية الأولياء (8/90
قال ابن المبارك -رحمه الله-:  يا ابن المبارك ! إذا عرفت نفسك ؛ لم يضرك ما قيل فيك. المجالسة وجواهر العلم (7/33)
قال إبراهيم بن أدهم – رحمه الله -:
بلغني أن عمر بن عبد العزيز قال لخالد بن صفوان: عظني وأوجز، فقال خالد:  يا أمير المؤمنين إن أقواماً غرَّهم سترُ الله عز وجل، وفتنَهم حسنُ الثناء، فلا يغلبنَّ جهلُ غيرِك بك علمَك بنفسك، أعاذنا الله وإياك أن نكون بالستر مغرورين، وبثناء الناس مسرورين، وعن ما افترض الله متخلفين مقصّرين، وإلى الأهواء مائلين؛ قال: فبكى ثم قال: أعاذنا الله وإياك من اتباع الهوى  .  حلية الأولياء (8/18)
قال الأصمعي -رحمه الله -:  قيل الأعرابي ما أحسن ثناء الناس عليك ؟
قال : بلاء الله عندي أحسن من مدح المادحين وإن أحسنوا وذنوبي أكثر من ذم الذامين وإن أكثروا فيا أسفي فيما فرطت ويا سوأتى فيما قدمت ! شعب الإيمان (4/228)
قال الأوزاعي -رحمه الله- :  الزهد في الدنيا ترك المحمدة , تعمل العمل لا تريد أن يحمدك الناس عليه مصنف ابن أبي شيبة ( 7 / 241 )
وكان سفيان رضي اللّه عنه يقول : إذا رأيت الرجل يحب أن يحبه الناس كلهم ويكره أن يذكره أحد بسوء فاعلم أنه منافق فهذا داخل في وصف اللّه تعالى المنافقين بقوله تعالى : ( سَتَجِدُونَ آخَرينَ يُريدُونَ أنْ يَأمَنُوكُمْ وَ يَأمَنُوا قَوْمَهُم ) النساء : 91 ،  فينبغي لمن أمن في أهل السنة أن يخاف في أهل البدع وهذا مما دخل على القرّاء الذي ذمّهم العلماء مداخل الليل في النهار  قوت القلوب (1/293)
قال ابن القيم -رحمه الله – في كلام له في عقوبات الذنوب:  فسبحان الله كم من قلب منكوس وصاحبه لا يشعر، وقلب ممسوخ وقلب مخسوف به، وكم من مفتون بثناء الناس عليه ومغرور بستر الله عليه ومستدرج بنعم الله عليه؛ وكل هذه عقوبات وإهانة ويظن الجاهل أنها كرامة.!  الجواب الكافي (ص 140)
قال مطرف بن عبدالله -رحمه الله-:  ما مدحني أحد قط إلا تصاغرت عليَّ نفسي. حلية الأولياء (2/198)
قال الحسن -رحمه الله-:  “كم مستدرج بالإحسان إليه ، وكم مفتون بالثناء عليه ، وكم مغرور بالستر عليه. !  الجامع لأحكام القرآن (18/251)

Visits: 592