أشد الأمور معالجة في هذا الوقت

Home / العقيدة والمنهج / أشد الأمور معالجة في هذا الوقت
أشد الأمور معالجة في هذا الوقت

بسم الله الرحمن الرحيم

إن من أشد الأمور معالجة في هذا الوقت فتنة الديمقراطية الطاغوتية وإفرازاتها من المظاهرات والمسيرات والاعتصامات ….إلى غير ذلك من سَنَن الغرب ومناهج الكفر .

والله إنها لفتنة شاب عليها الكبير وتربَّى عليها الصغير في المدارس لا يرون غيرها طريقا يسيرون عليه ولا  سبيلا لإصلاح حال الامة اليوم .

وحقيقة أمرهم أنهم في سكرتهم يعمهون (على مذهب أبي النواس شاعر الخمر  – داوني بالتي كانت هي الداء –)

فتنة عمياء أذهبت العقول ، وركب أمواجهما كل غاوٍ جهول ، حتى سمعت أحدهم يقول : ” نحن نتمسك بالديمقراطية ونقاتل في سبيلها  ” . فإلى الله المشتكى وعنده تجتمع الخصوم .

ورضي الله عن ابن مسعود حيث قال في سنن الدارمي : ” كيف أنتم إذا لبستكم فتنة يهرم فيها الكبير ، ويربو فيها الصغير ، ويتخذها الناس سنة فإذا غيرت قالوا : غيرت السنة ؟ قيل : متى ذلك ياأبا عبد الرحمن ؟ قال : إذا كثرت قراؤكم ، وقلت فقهاؤكم ، وكثرت أموالكم ، وقلت أمناؤكم ، والتمست الدنيا بعمل الآخرة . 

صدق رضي الله عنه نعم الآن نشكو إلى الله قلة الفقهاء من طلاب العلم فضلا العلماء الراسخين على العقيدة الصحيحة والمنهج القويم مع كثرة القراء من دعاة أهل البدع والضلال الذين تغدق عليهم الأموال الطائلة من أجل ترويج مناهجهم المحدثة وأباطيلهم المزخرفة .

يُصَدِّرُون للمسلمين كل مُهَوِّسٍ لا يؤتمن على أمر من أمور الدنيا فكيف يؤتمن على نشر الدين !  

فيا لغربة أهل السنة ما أشدها .

لقد أصبح الداعي اليوم على منهاج النبوة كما قال الامام الشاطبي رحمه الله في مقدمة كتابه الاعتصام :

” الداخل في هذا الأمر ( أي إحياء طريق السنة والأثر ) اليوم فاقدُ المُساعد، عَديمُ المُعين :

فالمُوالي له يخلد به إلى الأرض ، ويلقي له باليد إلى العجز عن بث الحق ، بعد رسوخ العوائد في القلوب .

والمعادي يرميه بالأردبيس ، ويروم أخذه بالعذاب البئيس ، لأنه يرد عوائده الراسخة في القلوب ، المتداولة في الأعمال ، دينا يتعبد به ، وشريعة يسلك عليها ، لا حجة له إلا عمل الآباء والأجداد ، مع بعض الأشياخ العالمين ، كانوا من أهل النظر في هذه الأمور أم لا . ولم يلتفتوا إلى أنهم عند موافقتهم للآباء والأشياخ مخالفون للسلف الصالح .

فالمتعرض لمثل هذا الأمر ينحو نحو عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه في العمل ، حيث قال : ” ألا وإني أعالج أمرا لا يعين عليه إلا الله ، قد فَنِيَ عليه الكبير ، وكَبُرَ عليه الصغير ، وفصح عليه الأعجمي ، وهاجر عليه الأعرابي ، حتى حسبوه دينا لا يرون الحق غيره ” .

والحمد لله رب العالمين .

Visits: 154