أعظم الكرامة لزوم الاستقامة

Home / الرئيسية / أعظم الكرامة لزوم الاستقامة
أعظم الكرامة لزوم الاستقامة
بسم الله الرحمن الرحيم
روي عمر بن الخطّاب- رضي اللّه عنه– أنه قال «الاستقامة: أن تستقيم على الأمر والنّهي، ولا تروغ روغان الثّعالب»  مدارج السالكين (2/ 109)
إنَّ في النفوس أهواءً وشهواتٍ تأبى لزوم السُّنة والشرع، وتستروح الروغان والانفلات، فتُؤثِر هذه النفوس الجامحة المحدَثَ  والمبتدع في الدين، بل تنشط وتندفع في المحدَثات والضلالات ما لم يكن قبل ذلك، ولكن كما قال ابن مسعود رضي الله عنه: (اقتصاد في سُنة خير من اجتهاد في بدعة).
ولما سئل سفيان بن عيينةما بال أهل الأهواء يحبون أهوائهم محبة شديدة؟
قال : أنسيت قوله – تعالى -: { وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ } [البقرة: 93]؟
فالتسليم للشرع يوجب الانقياد والاستجابة للهدى، ومجافاة الهوى.
قال تعالى -: { فَإن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ } [القصص: 50].
وقد أشار ابن عقيل الحنبلي إلى هذه الآفة فقال: (لما صَعُبَتِ التكاليف على الجُهَّال والطُغَام عدلوا عن أوضاع الشرع إلى تعظيم أوضاع وضعوها لأنفسهم، فسهلت عليهم؛ إذ لم يدخلوا بها تحت أمر غيرهم).
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله : (قد يكون الرجل من أذكياء الناس وأحدِّهم نظراً ويُعْمِيه عن أظهر الأشياء، وقد يكون من أبلد الناس وأضعفهم نظراً، ويهديه الله لما اختُلِف فيه من الحق بإذنه، فلا حول ولا قوة إلا به؛ فمن اتكل على نظره واستدلاله، أو عقله ومعرفته، خُذِل) درء تعارض العقل والنقل.
 
والحمد لله رب العالمين .

Visits: 69