سئل الامام بن عثيمين رحمه الله :
يدَّعي بعض الناس، أن سبب تخلف المسلمين هو تمسكهم بدينهم، وشبهتهم في ذلك، أن الغرب لما تخلوا عن جميع الديانات وتحرروا منها، وصلوا إلى ما وصلوا إليه من التقدم الحضاري فما رأيك ؟
فأجاب رحمه الله : “هذا الكلام لا يصدر إلا من ضعيف الإيمان، أو مفقود الإيمان، جاهل بالتاريخ، غير عالم بأسباب النصر،
فالأمة الإسلامية لما كانت متمسكة بدينها في صدر الإسلام كان لها العزة والتمكين، والقوة، والسيطرة في جميع نواحي الحياة،
بل إن بعض الناس يقول: إن الغرب لم يستفيدوا ما استفادوه من العلوم إلا ما نقلوه عن المسلمين في صدر الإسلام،
ولكن الأمة الإسلامية تخلفت كثيراً عن دينها، وابتدعت في دين الله ما ليس منه، عقيدة، وقولاً، وفعلاً، وحصل بذلك التأخر الكبير، والتخلف الكبير،
ونحن نعلم علم اليقين ونشهد الله عز وجل إننا لو رجعنا إلى ما كان عليه أسلافنا في ديننا، لكانت لنا العزة، والكرامة، والظهور على جميع الناس.
ولهذا لما حدَّث “أبو سفيان” “هرقل” ملك الروم -والروم في ذلك الوقت تعتبر دولة عظمى- بما عليه الرسول عليه الصلاة والسلام وأصحابه، قال: “إن كان ما تقول حقّاً فسيملك ما تحت قدمي هاتين“، ولما خرج أبو سفيان وأصحابه من عند “هرقل”، قال:”لقد أمِرَ أمر ابن أبي كبشة إنه ليخافه ملك بني الأصفر“:يعني علا وساد أمر النبي عليه الصلاة والسلام
وأما ما حصل في الدول الغربية الكافرة الملحدة من التقدم في الصناعات وغيرها، فإن ديننا لا يمنع منه، لو أننا التفتنا إليه، لكن مع الأسف ضيَّعنا هذا وهذا، ضيَّعنا ديننا، وضيَّعنا دنيانا، وإلا فإن الدين الإسلامي لا يعارض هذا التقدم.اه
(بشرط أن لا يكون هذا التقدم المزعوم مقابل التفريط في الدين أو التخلي عنه ،فانَّ الاخرة خير وأبقي).
Visits: 35