أنت ومالك لابيك‎

Home / الحديث / أنت ومالك لابيك‎
أنت ومالك لابيك‎
بسم الله الرحمن الرحيم
قال عليه الصلاة والسلام : ” أنت ومالك لأبيك “
اللام في الحديث : ليست للملك بل للإباحة .
قال الامام  ابن القيم : ” واللام في الحديث ليست للملك قطعا .. ومن يقول هي للإباحة أسعد بالحديث وإلا تعطلت فائدته ودلالته . ” إعلام الموقعين “
ومما يدل على أنها ليست للملك أن الابن يرثه أولاده وزوجته وأمه ، فلو كان ماله ملكاً لوالده : لم يأخذ المال غير الأب .
وقال الامام الشافعي : ” فإن الله لما فرض للأب ميراثه من ابنه فجعله كوارث غيره وقد يكون أنقص حظا من كثير من الورثة دل ذلك على أن ابنه مالك للمال دونه . ” الرسالة ” ( ص 468 ) .

قال ابن عبد البر : ” وليس له من ماله إلاّ القوت عند الفقر والزمانة ، وما اسْتَهْلَك مِن مَالِه غير ذلك ضَمِنه له ، ألا تَرى انه ليس له من مال ولده إن مات وتَرَك ولدًا إلاَّ السدس وسائر ماله لولده ؟  “. اهـ .

وقال الشوكاني : قوله ” أنت ومالك لأبيك ” قال ابن رسلان : اللام للإباحة لا للتمليك ، فإن مَال الوَلَد له ، وزَكاته عليه ، وهو مَوروث عنه . اهـ .

زد على ذلك ليست الإباحة على إطلاقها ، بل هي بشروط .
قال العلامة بن عثيمين رحمه الله :
“الإنسان إذا كان له مال : فإنَّ لأبيه أن يتبسَّط بهذا المال ، وأن يأخذ من هذا المال ما يشاء لكن بشرط بل بشروط :

الشرط الأول : ألا يكون في أخذه ضرر على الابن ، فإن كان في أخذه ضرر كما لو أخذ غطاءه الذي يتغطى به من البرد ، أو أخذ طعامه الذي يدفع به جوعه : فإن ذلك لا يجوز للأب.

الشرط الثاني : أن لا تتعلق به حاجة للابن ، فلو كان عند الابن أمَة يتسراها : فإنه لا يجوز للأب أن يأخذها لتعلق حاجة الابن بها ، وكذلك لو كان للابن سيارة يحتاجها في ذهابه وإيابه وليس لديه من الدراهم ما يمكنه أن يشتري بدلها : فليس له أن يأخذها بأي حال .

الشرط الثالث : أن لا يأخذ المال مِن أحد أبنائه ليعطيه لابنٍ آخر ؛ لأن ذلك إلقاء للعداوة بين الأبناء ، ولأن فيه تفضيلاً لبعض الأبناء على بعض إذا لم يكن الثاني محتاجاً ، فإن كان محتاجاً : فإن إعطاء الأبناء لحاجة دون إخوته الذين لا يحتاجون : ليس فيه تفضيل بل هو واجب عليه .

وعلى كل حال : هذا الحديث حجة أخذ به العلماء واحتجوا به ، ولكنه مشروط بما ذكرنا ، فإن الأب ليس له أن يأخذ من مال ولده ليعطي ولداً آخر .

والله أعلم . ” فتاوى إسلامية ” ( 4 / 108 ، 109 ) .
والحمد لله رب العالمين .

Visits: 137