نُقِلَ عَنْ سَيِّدِ العُبَّاد بَعْدَ الصَّحَابَةِ أُويس الْقَرَنِيِّ أَنَّهُ قَالَ: “إِنَّ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ، والنهي عن المنكر لم يدع لِلْمُؤْمِنِ صَدِيقًا، نَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ فَيَشْتُمُونَ أَعْرَاضَنَا، وَيَجِدُونَ على ذَلِكَ أَعْوَانًا مِنَ الْفَاسِقِينَ، حَتَّى وَاللَّهِ لَقَدْ رَمَوْنِي بِالْعَظَائِمِ، وَايْمُ اللَّهِ لَا أَدَعُ أَنْ أَقُومَ فِيهِمْ بِحَقِّهِ” اهـ .
قال الامام الشاطبي عقب هذا الأثر : “فَمِنْ هَذَا الْبَابِ يَرْجِعُ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا كَمَا بَدَأَ ، لِأَنَّ الْمُؤَالِفَ فِيهِ عَلَى وَصْفِهِ الْأَوَّلِ قَلِيلٌ ، فَصَارَ الْمُخَالِفُ هُوَ الْكَثِيرَ ، فَانْدَرَسَتْ رُسُومُ السُّنَّةِ حَتَّى مَدَّتِ الْبِدَعُ أَعْنَاقَهَا ، فَأُشْكِلَ مَرْمَاهَا عَلَى الْجُمْهُورِ ، فَظَهَرَ مِصْدَاقُ الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ ” مقدمة الاعتصام
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله : ” اثبت، لا تتغير بكثرة الهجوم عليك أو التشنيع على قولك، ما دمت على الحق فاثبت، فالحق لا يمكن أن يزحزح.
ثم بعد ذلك دافع إذا كنت في مقام الضعف فلا أدنى من المدافعة، أما إذا كنت في مقام القوة فعليك بالهجوم.
والأيام دول؛ لكن أهم شيء أنك في مقام الضعف يجب أن تثبت،
ولا تقل: الناس كلهم على خلاف ذلك؛ بل اثبت:
فالله ناصر دينه وكتابه
ورسوله في سائر الأزمان.
ولا بد من الأذى..!
فهذا الإمام أحمد يجر بالبغلة في السوق ويضرب بالسياط، وهو صابر ثابت.
وهذا شيخ الإسلام يطاف به على العربة في السوق ويزج بالسجن وهو ثابت.
ولا يمكن أن تفرش الأرض ورودآ وزهورآ لإنسان متمسك بالسنة أبدًا، فمن رام ذلك فقد رام المُحال ” اه شرح النونية للعثيمين 270/3
قال العلامة الالباني رحمه الله : ” إن هذا الطريق طويل ونحن نمشي فيه مشي السلحفاة
لا يهمنا أن نصل ولكن المهم أن نموت على الطريق ” اه
Visits: 766