إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا حَمَاهُ الدُّنْيَا

Home / الفقه / إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا حَمَاهُ الدُّنْيَا
إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا حَمَاهُ الدُّنْيَا
عَنْ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ رَضِيَ الله عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا حَمَاهُ الدُّنْيَا كَمَا يَظَلُّ أَحَدُكُمْ يَحْمِي سَقِيمَهُ الْمَاءَ“.
أخرجه الترمذي والطبراني والحاكم وصححه الألباني (المشكاة، 5250).
وفي رواية أخرى: “إن الله ليحمى عبده المؤمن من الدنيا وهو يحبه كما تحمون مريضكم الطعام والشراب تخافون عليه” رواه أحمد والحاكم وصححه الشيخ الألباني ..
قال المناوي في فيض القدير:
” (إذا أحب الله عبداً حماه) أي حفظه من متاع (الدنيا) أي حال بينه وبين نعيمها وشهواتها ووقاه أن يتلوث بزهرتها لئلا يمرض قلبه بها وبمحبتها وممارستها ويألفها ويكره الآخرة (كما يحمي) أي يمنع (أحدكم سقيمه الماء) أي شربه إذا كان يضره.
وللماء حالة مشهورة في الحماية عند الأطباء، فهو جلّ اسمه يذود من أحبه عن الدنيا حتى لا يتدنس بها وبقذارتها ولا يشرق بغصصها، كيف وهي للكبار مؤذية وللعارفين شاغلة وللمريدين حائلة ولعامة المؤمنين قاطعة، والله – تعالى -لأوليائه ناصر، ولهم منها حافظ وإن أرادوها “. اه
 قال ابن الجوزي رحمه الله:
(تفكرت في قول شيبان الراعي لسفيان :
يا سفيان عُدَّ منع الله إياك عطاء منه لك ، فإنه لم يمنعك بخلا إنما منعك لطفا
فرأيته كلام من قد عرف الحقائق فإن الإنسان قد يريد المستحسنات الفائقات فلا يقدر، وعجزه أصلح له; لأنه لو قدر عليهن تشتت قلبه، إما لحفظهن أو بالكسب عليهن ، فإن قوي عشقه لهن ضاع عمره ، وانقلب هم الآخرة إلى الاهتمام بهن ، فإن لم يردنه فذاك الهلاك الأكبر ، وإن طلبن نفقة لم يطقها كان سبب ذهاب مروءته وهلاك عرضه ، وإن مات معشوق هلك هو أسفا ، فالذي يطلب الفائق يطلب سكينا لذبحه وما يعلم ، وكذلك إنفاذ قدر القوة فإنه نعمة.)

Visits: 187