بسم الله الرحمن الرحيم
إن مبدأ الديمقراطية الفاجرة قد استشرى وعَمَّ وطَمَّ حيث ان كثيرا من المسلمين قد أُشرِبُوا هذا -الحكم الطاغوتي- منذ نُعومَة أظفارهم دون أن ينكره أحد بسبب نُدرَةِ اهل السنة المحضة في بلادنا .
والانتخابات هذه التي ابتلينا بها فرع عنها ، لذا وجب علينا انكارها بشدّة بالقول والفعل . كما ان ترك المشاركة في الانتخابات والابتعاد عنها إنكارٌ أبلغ من مجرد القول.
هذا وقد جَرَّت هذه الانتخابات الناسَ الى التنافس على الدنيا وكانت سببا في نشر الفتن بين الناس والتحزّب والتعصبّ الذميم ودعوى الجاهلية التي نبذها الاسلام ، ومدارالانتخابات هذه على الغش والمداهنة وشراء الذمم بالمال والوعود الكاذبة وتضييع الاوقات في مجالس اللغو مع التفريط في الواجبات……الى غير ذلك من المفاسد التي لا ينكرها الا جاهل أو صاحب هوى فلا أدري أيُّ مصلحة تكون اذا شارك أهل السنة – الغرباء- في هذا الباطل ؟
الجواب : لا شيء ! بل في ذلك مفسدة عظيمة وهي أن يشاهدك الناس تشارك في باطلهم فيقولون : هذا الذي يقول ان الانتخابات ليست من الاسلام ها هو يشارك فيها !! فيهدم فعلُك قولَك. .
ولو اتيت بجميع الادلة التي تبيّن حرمة الانتخابات وانك لا تقرّها -انما شاركت من أجل دفع المفسدة الكبرى بالصغرى ،لو افترضنا ذلك – فلن يسمعوا منك لان الفعل -بارك الله فيك -دائما عند العوام أبلغ من القول –
وكما قيل : (ورُبَّ صورة أبلغ من ألف كلمة ).
ولا يمكن أن يُنصر الدين بالانتخابات انما يُنصر بالعلم النافع والعمل الصالح ودعوة الناس الى ذلك .
وهذا معنى قوله تعالى : ” إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ” الذي يحفظه كثيرٌ من المسلمين لكنهم مع الاسف يجهلون معناه فضلا عن تطبيقه.
فعلامة النصر الثبات على الحق وأما التلوّن في الدين والتنقل فيه واللف والدوران فعلامة الخذلان أعاذنا الله تعالى منه وجميع أهل السنة الصادقين.
كما أن هذه الايام تشهد إلقاء الشبه على الناس من قبل المفتونين بالانتخابات ليضلُّوهم عن سبيل الله ويخوضون في هذه المسألة بجهل مركّب فايّاكم وهذه المجالس قال تعالى : “وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنافأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره ” وقال تعالى : ” وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ ” .
لذا فاني أوصيكم بوصيّة مصعب بن سعد رحمه الله : “ لا تجالس مفتونا فإنه لن يخطئك إحدى اثنتين، إما أن يفتنك فتتابعه أو يؤذيك قبل أن تفارقه ” .
أسأل الله تعالى لي ولك التوفيق والسداد وان يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن وان يعيننا سبحانه على التمسك بشرعه وبسنة نبيّه في زمن تكاثرت في الاهواء وانتشرت في البدع والمحدثات وان يهدي من ضل الى الهدى انه ولي ذلك والقادر عليه.
والحمد لله رب العالمين.
Hits: 324