وقد جعل الله سبحانه للعدل المأمور به حدًّا، فمن تجاوزه كان ظالماً معتدِياً، وله من الذمّ والعقوبة بحسب ظلمه وعدوانه “ إغاثة اللهفان (2/136، 137)
قال شيخ الاسلام في مجموع الفتاوى : فإنه لا يعلم العدل والظلم إلا بالعلم . فصار الدين كله العلم والعدل ; وضد ذلك الظلم والجهل .
قال الله تعالى : { وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا } ولما كان ظلوما جهولا – وذلك يقع من الرعاة تارة ومن الرعية تارة ومن غيرهم تارة – كان من العلم والعدل المأمور به الصبر على ظلم الأئمة وجورهم كما هو من أصول أهل السنة والجماعة وكما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث المشهورة عنه لما قال : { إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض } وقال : { من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر عليه } إلى أمثال ذلك .
وقال : { أدوا إليهم الذي لهم واسألوا الله الذي لكم } ونهوا عن قتالهم ما صلوا ; وذلك لأن معهم أصل الدين المقصود وهو توحيد الله وعبادته ومعهم حسنات وترك سيئات كثيرة .
وأما ما يقع من ظلمهم وجورهم بتأويل سائغ أو غير سائغ فلا يجوز أن يزال لما فيه من ظلم وجور كما هو عادة أكثر النفوس تزيل الشر بما هو شر منه وتزيل العدوان بما هو أعدى منه ;
فالخروج عليهم يوجب من الظلم والفساد أكثر من ظلمهم فيصبر عليه كما يصبر عند الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على ظلم المأمور والمنهي في مواضع كثيرة :
كقوله : { وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك }
وقوله : { فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل }
وقوله : { واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا } .
والحمد لله رب العالمين
Visits: 2699