الامامُ ابنُ القيِّمِ جَبَلُ العِلْمِ

Home / Uncategorized / الامامُ ابنُ القيِّمِ جَبَلُ العِلْمِ
الامامُ ابنُ القيِّمِ جَبَلُ العِلْمِ
هو محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن حريز الزرعي الدمشقي، و يكنى بأبي عبد الله ويلقب بشمس الدين.
  
لقد كان والده أبو بكر قيما على مدرسة الجوزية في دمشق، تلك المدرسة التي بناها محيي الدين بن العلامة  المشهور الحافظ عبد الرحمن الجوزي، فسميت بالجوزية نسبة إليه، فاشتهر والد الإمام بقيم الجوزية، ومن هنا جاءت شهرة الإمام بابن قيم الجوزية .
 

قال عنه الحافظ بن حجر العسقلاني: (لو لم يكن للشيخ تقي الدين بن تيمية من المناقب إلا تلميذه الشيخ شمس الدين بن قيم الجوزية صاحب التصانيف النافعة السائرة التي انتفع بها الموافق والمخالف، لكان غاية في الدلالة على عظمة منزلته). 

وقال عنه تلميذه الحافظ ابن رجب( كان رحمه الله ذا عبادة وتهجد وطول صلاة إلى الغاية القصوى، وتأله ولهج بالذكر وشغف بالمحبة والإنابة والافتقار إلى الله تعالى، والانكسار له والاطَراح بين يديه على عتبة عبوديته، لم أشاهد مثله في ذلك).
وقال عنه أيضا الحافظ ابن رجب في وصف علمه : (ما رأيت أوسع منه علما ولا أعرف بمعاني القرآن والحديث والسنة وحقائق الإيمان منه، وليس هو بالمعصوم، ولكن لم أر في معناه مثله).

وقال عنه القاضي برهان الدين الزرعي: (ما تحت  أديم السماء أوسع علما منه).

 
ومع هذا العلم الغزير والاجتهاد الطويل في العبادة والتقوى والورع والإمامة في الدين كان يرى نفسه مقصرا مذنبا، وأن علمه هذا سيكون حجة عليه إن لم يتداركه الله برحمة منه وفضل، وحول هذا المعنى له أبيات يقول فيها:

بُنَيُّ أبِي بَكْـرٍ كَثيرٌ ذُنُوبُـهُ * فَلَيْسَ عَلَى مَن نَالَ مِنْ عِـرْضِهِ إِثْمُ

 بُنَيُّ أبِـي بَكْرٍ جَهُـولٌ بِنَفْسِهِ * جَهُـولٌ بِأَمْرِ اللهِ أنَّى لَهُ الْعِلْـمُ

بُنَيُّ أبِـي بَكْرٍ غَـدَا مُتَصَـدِّرًا * يُعَلِّـمُ عِلْمًا وَهْوَ لَيْسَ لَهُ عِلْـمُ

بُنَيُّ أبِي بَكْـرٍ غَدَا مُتَمَنِّيـًا * وِصَالَ الْمَعَـالِي وَالذُّنُـوبُ لَهُ هَمُّ

بُنَيُّ أبِي بَكْـرٍ يَـرُومُ تَرَقِّـيًا * إِلَى جَنَّةِ الْمَأْوَى وَلَيْسَ لَهُ عَـزْمُ

بُنَيُّ أبِي بَكْرٍ يَرَى الغُنْمَ فِي الَّذِي * يَزُولُ وَيَفْنَى وَالَّذِي تَرْكُهُ غُنْـمُ

بُنَيُّ أبِي بَكْرٍ لَقَدْ خَابَ سَعْـيُهُ * إذَا لَمْ يَكُنْ في الصَّالحَاتِ لَهُ سَهْمُ

بُنَيُّ أبِـي بَكْرٍ كَمَا قَالَ رَبُّهُ * هَلُوعٌ كَنُودٌ وَصْفُهُ الجَهْـلُ والظُّلْمُ

بُنَيُّ أبِـي بَكْرٍ وَأمْثَالُهُ غَـدَوْا * بِفَتْوَاهُمُ هَـذِي الخَلِـيقَةُ تَـأْتَمُّ

وَلَيْسَ لَهُمْ في العِلْمِ بَاعٌ وَلا التُّقَى * وَلا الزُّهْدُ وَالدُّنْيَا لَدَيْهِمْ هِيَ الْهَمُّ

فَوَاللهِ لَوْ أنَّ الصَّحَـابَةَ شَـاهَدُوا * أفَاضِلَهُمْ قَالُوا هُمُ الصُّمُّ وَالبُكْمُ

الأبياتُ في: ” أعيان العصر، وأعوان النَّصر ” للصَّلاح الصَّفَديِّ -رحمه الله-.

وقولُ ابنُ القيِّم -رحمه الله-: ” بُنَيُّ أبِي بَكْرٍ “: تصغيرٌ منه لنفسه؛ تواضعًا لربِّه، وذُلاًّ لمعبوده

Visits: 336