إطلاق لفظ: “سيدنا” على النبي صلى الله عليه وسلم
قال الشيخ العلامه المحدث عبد المحسن العباد حفظه الله :” الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم -وهم خير الناس- ما كانوا يستعلمون كلمة: “سيدنا”، وكلمة: “سيدي”، وإنما يوجد هذا عند المتأخرين، ولم يكن معروفاً عند صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والدليل على هذا أنك إذا قرأت (صحيح البخاري) أو (صحيح مسلم) أو (سنن أبي داود) أو (جامع الترمذي) أو ( سنن النسائي) أو (مسند الإمام أحمد) الذي فيه أربعون ألف حديث أو غير ذلك، فإنك تجد الصحابي يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا، ولا تجد أنه قال: قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا.وإنما يذكرون وصفه عليه الصلاة والسلام بالرسالة.
وقد قال الحافظ ابن حجر في (فتح الباري): “إن ذكر النبي صلى الله عليه وسلم بكنيته (أبا القاسم) حسن، وذكره بوصف الرسالة أحسن“، فكانوا يذكرونه بوصف الرسالة، وبوصف النبوة صلى الله عليه وسلم، ولم يكونوا يقولون: “سيدنا”، مع أنه سيدهم، وسيد الأولين والآخرين، وسيد الناس أجمعين عليه الصلاة والسلام، وقد قال عليه الصلاة والسلام: “أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر“، وقال: “أنا سيد الناس يوم القيامة“؛ وهو أيضاً سيد الناس في الدنيا، لكنه نص على الآخرة؛ لأنه يظهر سؤدده على الجميع من لدن آدم إلى الذين قامت عليهم الساعة، فقد ذكر حديث الشفاعة العظمى، ثم ذكر قيامه مقاماً يحسده عليه الأولون والآخرون، وذكر أنه يكون سيدهم عليه الصلاة والسلام، فقال: “أنا سيد الناس يوم القيامة“.
قال الشيخ صالح آل الشيخ – حفظه الله تعالى –في شرح الواسطية : “ إن في وصف النبي – عليه الصلاة والسلام – بـ ( السيادة ) فيما قرأ الأخ ، بارك الله في الجميع ، حيث يقول كثيرون : ( وصلى الله وسلم على سيدنا محمد ) وهو – عليه الصلاة والسلام – سيد ولد آدم ، ووصفه بالسياده ؛ وصف يستحقه – عليه الصلاة والسلام – ولا شك ، ولكن لا يدخله جهة التعبد من القائل .
بخلاف وصفه – عليه الصلاة والسلام – بمقام النبوة ، أو بمقام الرسالة ، فإنه وصف أعظم وأعلى من وصفه بالسيادة ، ثم يؤجر العبد عليه ، لأنه إقرار منه بنبوة ورسالة النبي – عليه الصلاة والسلام – .
فقول القائل في ابتدائه للكلام مثلا : ( الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد أو على نبينا ورسولنا محمد ) هذا أفضل ، لأنه فيه الوصف الشرعي له – عليه الصلاة والسلام – ويؤجر العبد على ذلك ، لأن فيه الإقرار بنيوته – عليه الصلاة والسلام – وبرسالته .
ولهذا كان العلماء جميعا ؛ أعني علماء السلف ، يفضلون بل الشائع عندهم هو وصفه – عليه الصلاة والسلام – بالنبوة والرسالة ، وقلَّما تجد ، بل لا تكاد تجد الثاني ، وهو أن يقولوا : ( والصلاة والسلام على سيدنا محمد ). ” اه
Visits: 274