
يقول الامام ابن القيم رحمه الله : "وَهَذِه الْمُتَابَعَة هِيَ التِّلَاوَة الَّتِي اثنى الله على اهلها فِي قَوْله: " إن الَّذين يَتلون كتاب الله" . وَفِي قَوْله " إِن الَّذين آتَيْنَاهُم الْكتاب يتلونه حق تِلَاوَته اولئك يُؤمنُونَ بِهِ ". وَالْمعْنَى يتبعُون كتاب الله حق اتِّبَاعه وَقَالَ تَعَالَى : " اتل مَا اوحى اليك من الْكتاب واقم الصَّلَاة " . وقال : "إِنَّمَا امرت ان اعبد رب هَذِه الْبَلدة الَّذِي حرمهَا وَله كل شَيْء وَأمرت ان اكون من الْمُسلمين وان اتْلُوا الْقُرْآن " فحقيقة التِّلَاوَة فِي هَذِه الْمَوَاضِع هِيَ التِّلَاوَة الْمُطلقَة التَّامَّة وَهِي تِلَاوَة اللَّفْظ وَالْمعْنَى . فتلاوة اللَّفْظ جُزْء مُسَمّى التِّلَاوَة الْمُطلقَة وَحَقِيقَة اللَّفْظ إِنَّمَا هِيَ ...
للمزيد
للمزيد

قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله : " حُجَّةُ إبْلِيسَ فِي قَوْلِهِ: {أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} هِيَ بَاطِلَةٌ لِأَنَّهُ عَارَضَ النَّصَّ بِالْقِيَاسِ. وَلِهَذَا قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ: أَوَّلُ مَنْ قَاسَ إبْلِيسُ وَمَا عُبِدَتْ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ إلَّا بِالْمَقَايِيسِ. وَيَظْهَرُ فَسَادُهَا بِالْعَقْلِ مِنْ وُجُوهٍ خَمْسَةٍ: " أَحَدُهَا " أَنَّهُ ادَّعَى أَنَّ النَّارَ خَيْرٌ مِنْ الطِّينِ وَهَذَا قَدْ يُمْنَعُ فَإِنَّ الطِّينَ فِيهِ السَّكِينَةُ وَالْوَقَارُ وَالِاسْتِقْرَارُ وَالثَّبَاتُ وَالْإِمْسَاكُ وَنَحْوُ ذَلِكَ وَفِي النَّارِ الْخِفَّةُ وَالْحِدَّةُ وَالطَّيْشُ وَالطِّينُ فِيهِ الْمَاءُ وَالتُّرَابُ. " الثَّانِي " أَنَّهُ وَإِنْ كَانَتْ النَّارُ خَيْرًا مِنْ الطِّينِ فَلَا يَجِبُ أَنْ يَكُونَ الْمَخْلُوقُ مِنْ الْأَفْضَلِ أَفْضَلَ فَإِنَّ الْفَرْعَ قَدْ يُخْتَصُّ بِمَا لَا يَكُونُ فِي أَصْلِهِ وَهَذَا التُّرَابُ يُخْلَقُ مِنْهُ مِنْ ...
للمزيد
للمزيد

يقول الامام ابن القيم رحمه الله :"مبنى الدين على قاعدتين: الذكر والشكر قال تعالى {فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون} سورة البقرة، الآية: 152، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ: «والله إني لأحبك فلا تنس أن تقول دبر كل صلاة: اللهم أعنِّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك»، وليس المراد بالذكر مجرد ذكر اللسان بل القلبي واللساني، وذكره يتضمن ذكر أسمائه وصفاته وذكر أمره ونهيه وذكره بكلامه، وذلك يستلزم معرفته والإيمان به وبصفات كماله ونعوت جلاله والثناء عليه بأنواع المدح. وذلك لا يتم إلا بتوحيده. فذكره الحقيقي يستلزم ذلك كله ويستلزم ذكر نعمه وآلائه وإحسانه إلى خلقه. وأما الشكر فهو القيام له بطاعته والتقرب إليه بأنواع ...
للمزيد
للمزيد

يقول الامام ابن القيم رحمه الله - حاكيا كيد أبليس وجنده - : " وَإِذَا رَأَيْتُمْ جَمَاعَةً مُجْتَمِعِينَ عَلَى مَا يَضُرُّكُمْ - مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمُذَاكَرَةِ أَمْرِهِ وَنَهْيِهِ وَدِينِهِ ، وَلَمْ تَقْدِرُوا عَلَى تَفْرِيقِهِمْ - فَاسْتَعِينُوا عَلَيْهِمْ بِبَنِي جِنْسِهِمْ مِنَ الْإِنْسِ الْبَطَّالِينَ ، فَقَرِّبُوهُمْ مِنْهُمْ ، وَشَوِّشُوا عَلَيْهِمْ بِهِمْ ، وَبِالْجُمْلَةِ فَأَعِدُّوا لِلْأُمُورِ أَقْرَانَهَا ، وَادْخُلُوا عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ بَابِ إِرَادَتِهِ وَشَهْوَتِهِ ، فَسَاعِدُوهُ عَلَيْهَا ، وَكُونُوا لَهُ أَعْوَانًا عَلَى تَحْصِيلِهَا ، وَإِذَا كَانَ اللَّهُ قَدْ أَمَرَهُمْ أَنْ يَصْبِرُوا لَكُمْ وَيُصَابِرُوكُمْ وَيُرَابِطُوا عَلَيْكُمُ الثُّغُورَ ، فَاصْبِرُوا أَنْتُمْ وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا عَلَيْهِمْ بِالثُّغُورِ ، وَانْتَهِزُوا فُرَصَكُمْ فِيهِمْ عِنْدَ الشَّهْوَةِ وَالْغَضَبِ ، فَلَا تَصْطَادُوا بَنِي آدَمَ فِي ...
للمزيد
للمزيد

يقول ابن القيم رحمه الله : قالَ تَعالى: ﴿وَلا تَكُونُوا كالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأنْساهم أنْفُسَهم ﴾ [الحشر: ١٩]. فَلَمّا نَسُوا رَبَّهم سُبْحانَهُ نَسِيَهم وأنْساهم أنْفُسَهُمْ، كَما قالَ تَعالى: ﴿نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ﴾ [التوبة: ٦٧]. فَعاقَبَ سُبْحانَهُ مَن نَسِيَهُ عُقُوبَتَيْنِ: إحْداهُما: أنَّهُ سُبْحانَهُ نَسِيَهُ. والثّانِيَةُ: أنَّهُ أنْساهُ نَفْسَهُ. وَنِسْيانُهُ سُبْحانَهُ لِلْعَبْدِ: إهْمالُهُ، وتَرْكُهُ، وتَخَلِّيهِ عَنْهُ، وإضاعَتُهُ، فالهَلاكُ أدْنى إلَيْهِ مِنَ اليَدِ لِلْفَمِ، وأمّا إنْساؤُهُ نَفْسَهُ، فَهُوَ: إنْساؤُهُ لِحُظُوظِها العالِيَةِ، وأسْبابِ سَعادَتِها وفَلاحِها، وإصْلاحِها، وما تَكْمُلُ بِهِ بِنَسْيِهِ ذَلِكَ كُلِّهِ جَمِيعِهِ فَلا يَخْطُرُ بِبالِهِ، ولا يَجْعَلُهُ عَلى ذِكْرِهِ، ولا يَصْرِفُ إلَيْهِ هِمَّتَهُ فَيَرْغَبُ فِيهِ، فَإنَّهُ لا يَمُرُّ بِبالِهِ حَتّى يَقْصِدَهُ ويُؤْثِرَهُ. وَأيْضًا فَيُنْسِيهِ ...
للمزيد
للمزيد

قال تعالى﴿كُتِبَ عَلَیۡكُمُ ٱلۡقِتَالُ وَهُوَ كُرۡهࣱ لَّكُمۡۖ وَعَسَىٰۤ أَن تَكۡرَهُوا۟ شَیۡـࣰٔا وَهُوَ خَیۡرࣱ لَّكُمۡۖ وَعَسَىٰۤ أَن تُحِبُّوا۟ شَیۡـࣰٔا وَهُوَ شَرࣱّ لَّكُمۡۚ وَٱللَّهُ یَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ﴾ [البقرة ٢١٦] قال الامام ابن القيم رحمه الله : " فالأُمُورُ أرْبَعَةٌ: مَكْرُوهٌ يُوَصِّلُ إلى مَكْرُوهٍ، ومَكْرُوهٌ يُوَصِّلُ إلى مَحْبُوبٍ، ومَحْبُوبٌ يُوَصِّلُ إلى مَحْبُوبٍ، ومَحْبُوبٌ يُوَصِّلُ إلى مَكْرُوهٍ، فالمَحْبُوبُ المُوَصِّلُ إلى المَحْبُوبِ قَدِ اجْتَمَعَ فِيهِ داعِيَ الفِعْلِ مِن وجْهَيْنِ، والمَكْرُوهُ المُوَصِّلُ إلى مَكْرُوهٍ، قَدِ اجْتَمَعَ فِيهِ داعِي التَّرْكِ مِن وجْهَيْنِ. بَقِيَ القِسْمانِ الآخَرانِ يَتَجاذَبُهُما الدّاعِيانِ - وهُما مُعْتَرَكُ الِابْتِلاءِ والِامْتِحانِ - فالنَّفْسُ تُؤْثِرُ أقْرَبَهُما جِوارًا مِنها، وهو العاجِلُ، والعَقْلُ والإيمانُ يُؤْثِرُ أنْفَعَهُما وأبْقاهُما، والقَلْبُ بَيْنَ الدّاعِيَيْنِ، ...
للمزيد
للمزيد

قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله : " قوله تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} خَصَّ سبحانه رَفْعَهُ بِالْأَقْدَارِ وَالدَّرَجَاتِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ وَهُمْ الَّذِينَ اسْتَشْهَدَ بِهِمْ فِي قوله تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إلَهَ إلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ} وَأَخْبَرَ أَنَّهُمْ هُمْ الَّذِينَ يَرَوْنَ مَا أُنْزِلَ إلَى الرَّسُولِ هُوَ الْحَقُّ بِقولهِ تعالى: {وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ} فَدَلَّ عَلَى أَنَّ تَعَلُّمَ الْحُجَّةِ وَالْقِيَامَ بِهَا يَرْفَعُ دَرَجَاتِ مَنْ يَرْفَعُهَا كَمَا قال تعالى: {نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ} قال زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ: بِالْعِلْمِ. فَرَفْعُ الدَّرَجَاتِ وَالْأَقْدَارِ عَلَى قَدْرِ مُعَامَلَةِ الْقُلُوبِ بِالْعِلْمِ وَالْإِيمَانِ فَكَمْ مِمَّنْ يَخْتِمُ القرآن فِي الْيَوْمِ مَرَّةً ...
للمزيد
للمزيد
Hits: 1328