
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله : " قوله تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} خَصَّ سبحانه رَفْعَهُ بِالْأَقْدَارِ وَالدَّرَجَاتِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ وَهُمْ الَّذِينَ اسْتَشْهَدَ بِهِمْ فِي قوله تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إلَهَ إلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ} وَأَخْبَرَ أَنَّهُمْ هُمْ الَّذِينَ يَرَوْنَ مَا أُنْزِلَ إلَى الرَّسُولِ هُوَ الْحَقُّ بِقولهِ تعالى: {وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ} فَدَلَّ عَلَى أَنَّ تَعَلُّمَ الْحُجَّةِ وَالْقِيَامَ بِهَا يَرْفَعُ دَرَجَاتِ مَنْ يَرْفَعُهَا كَمَا قال تعالى: {نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ} قال زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ: بِالْعِلْمِ. فَرَفْعُ الدَّرَجَاتِ وَالْأَقْدَارِ عَلَى قَدْرِ مُعَامَلَةِ الْقُلُوبِ بِالْعِلْمِ وَالْإِيمَانِ فَكَمْ مِمَّنْ يَخْتِمُ القرآن فِي الْيَوْمِ مَرَّةً ...

جاءت السنة النبوية بالتعوذ بالله من الحزن لأنه يضعف القلب ويقطع السائر إلى الله عن سيره , ولذا كان هدفا من أهداف الشيطان ومطمعا من مطامعه التي يسعى لنيلها من ابن آدم. قال ابن القيم رحمه الله في طريق الهجرتين (ص279) : «والمقصود أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل الحزن مما يستعاذ منه. وذلك لأن الحزن يضعف القلب ويوهن العزم، ويضر الإرادة، ولا شيء أحب إلى الشيطان من حزن المؤمن، قال تعالى: {إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا} ، فالحزن مرض من أمراض القلب يمنعه من نهوضه وسيره وتشميره» . وقال رحمه الله في مدارج السالكين (1/500-501) : «ولم يأت الحزن في القرآن ...

قال تعالى : ( اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ) العنكبوت/ 45 . قال ابن الجوزي رحمه الله : " قوله تعالى: (ولذكر الله أكبر) فيه أربعة أقوال: أحدها: ولذكر الله إياكم ، أكبر من ذكركم إياه ، وبه قال ابن عباس، وعكرمة، وسعيد بن جبير، ومجاهد والثاني : ولذكر الله تعالى أفضل من كل شيء سواه ، وهذا مذهب أبي الدرداء، وسلمان ، وقتادة . والثالث : ولذكر الله تعالى في الصلاة ، أكبر مما نهاك عنه من الفحشاء والمنكر، قاله عبد الله بن عون . والرابع : ولذكر الله تعالى العبد- ما كان في صلاته- أكبر ...

قال تعالى: " وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ " الأنعام: ٦٨ قال العلامة الشوكاني-رحمه الله- في تفسيره فتح القدير : " وفي هذه الآية موعظة عظيمة لمن يتسمَّح بمجالسة المبتدعة الذين يحرفون كلام الله ويتلاعبون بكتاب الله وسنة رسوله ويردون ذلك إلى أهوائهم المضلة وبدعهم الفاسدة . فإنه إذ لم ينكر عليهم ويغير ما هم فيه فأقل الأحوال أن يترك مجالستهم ،وذلك يسير عليه غير عسير ، وقد يجعلون حضوره معهم مع تنزهه عما يتلبسون به ، شبهة يشبهون بها على العامة ، فيكون في حضوره مفسدة ...

1- الأصل الأول: أن السعادة بيد الله وحده سبحانه، من قوله تعالى (ألم نشرح) ، فهو سبحانه الذي يشرح لا غيره، السعادة مخلوق من مخلوقاته، فالله ﷻ خلق الأعيان وخلق المعاني كالموت والحياة (الذي خلق الموت والحياة)، ومن هذه المعاني (السعادة)، فيضع هذا المخلوق في قلب من يشاء بفضله فيسعد ويضحك، وينزعه من قلب من يشاء فيشقى ويبكي ، قال ﷻ (وأنه هو أضحك وأبكى). 2- الأصل الثاني: السعادة تكون في القلب ، من قوله (لك صدرك)، فالصدر يكنى به عن القلب كما قال تعالى (ولكن تعمى القلوب التي في الصدور)، والقلب لا يملكه إلا الله ﷻ فهو مقلب القلوب ومصرفها، وصلاح القلوب إنما يكون بالطاعة (إذا اذنب العبد ...

قال ابن فارس في معجم مقاييس لغة: " (القاف والضاد والحرف المعتل) أصل صحيح يدل على إحكام أمر وإتقانه وإنفاذه لجهته " . وقال في (النهاية): (القضاء في اللغة على وجوه مرجعها إلى انقطاع الشيء وتمامه) . ويتبين مما تقدم أن معنى القضاء في اللغة هو إحكام الشيء وإتمام الأمر، وهذا هو أصل معنى القضاء، وإليه ترجع جميع معاني القضاء الواردة في اللغة، وقد يأتي بمعنى القدر . وقد ورد لفظ القضاء ومشتقاته كثيراً في القرآن الكريم، وكل معانيه، التي قد تأتي متداخلة أحياناً، ترجع إلى الأصل السابق، فمن المعاني التي ورد بها: 1- معنى الأمر، ومنه قوله تعالى:وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ [الإسراء: 23]، ...

قال الامام الطبري رحمه الله : " يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ : قَالَ مُوسَى لِلسَّامِرِيِّ : فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي أَيَّامِ حَيَاتِكَ أَنْ تَقُولَ : لَا مِسَاسَ : أَيْ لَا أَمَسُّ ، وَلَا أُمَسُّ . . وَذُكِرَ أَنَّ مُوسَى أَمَرَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ لَا يُؤَاكِلُوهُ ، وَلَا يُخَالِطُوهُ ، وَلَا يُبَايِعُوهُ ، فَلِذَلِكَ قَالَ لَهُ : إِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ ، فَبَقِيَ ذَلِكَ فِيمَا ذُكِرَ فِي قَبِيلَتِهِ . كَمَا حَدَّثَنَا بِشْرٌ قَالَ : ثَنَا يَزِيدُ قَالَ : ثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ : كَانَ وَاللَّهِ السَّامِرِيُّ عَظِيمًا مِنْ عُظَمَاءَ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ قَبِيلَةٍ يُقَالُ لَهَا سَامِرَةَ ، وَلَكِنَّ عَدُوَّ اللَّهِ نَافَقَ بَعْدَ مَا قَطَعَ الْبَحْرَ مَعَ بَنِي إِسْرَائِيلَ . قَوْلُهُ ( فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ ) فَبَقَايَاهُمُ ...

الفاء التفسيرية 1- {وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتًا} [7: 4]. في [البحر:4/268]: «وقيل: الفاء ليست للتعقيب، وإنما هي للتفسير، كقولهم: توضأ فغسل كذا ثم كذا». 2- {فانتقمنا منهم فأغرقناهم في اليم} [7: 136]. في [البحر:4/375]: «الفاء تفسيرية، وذلك على رأي من أثبت للفاء هذا المعنى، وإلا كان المعنى: فأردنا الانتقام منهم». 3- {فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة} [4: 153]. {فقالوا} الفاء تفسيرية، مثل توضأ فغسل وجهه. [الجمل:1/440]. 4- {وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل} [17: 12]. الفاء تفسيرية، لأن المحو المذكور وما عطف عليه ليسا مما يحصل عقب جعل الليل والنهار آيتين، بل هما من جملة ذلك الجعل ومتمماته. [الجمل:2/609]. 5- {وأما الذين كفروا أفلم تكن ...

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد: قال الله تعالى: ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾[التوبة:100]، والرافضة يكفرون بهذه الآية جهاراً فيكفرون عامة الصحابة ، وليس في الصحابة الذين يقولون بإيمانهم أنصاري واحد! فالمقداد وأبو ذر وسلمان وبلال كلهم ليسوا من الأنصار ، فعلى الرافضة أن يأتوا بجماعة من الأنصار يقتدون بهم ويتبعونهم كما جاء الأمر في الآية، ثم عليهم أن يثبتوا بالأدلة الفرق بين هؤلاء الأنصار وبين الأنصار الذين يكفرونهم في المواقف الفارقة ...
Hits: 1510