
بسم الله الرحمن الرحيم قال الله سبحانه تعالى : " {فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ إنَّما يُرِيدُ اللهُ ليُعَذِّبَهُمْ بِهَا فى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُم كَافِرُونَ} [التوبة: 55] بعد أن ذكر الامام ابن القيم أقوال أهل التفسير في معنى الاية قال رحمه الله في كتابه " إغاثة اللهفان " : " والصواب، والله أعلم، أن يقال: تعذيبهم بها هو الأمر المشاهد من تعذيب طلاب الدنيا ومحبيها ومؤثريها على الآخرة: بالحرص على تحصيلها، والتعب العظيم في جمعها ومقاساة أنواع المشاق في ذلك، فلا تجد أتعب ممن الدنيا أكبر همه، وهو حريص بجهده على تحصيلها. والعذاب هنا هو الألم والمشقة والتعب، ...

بسم الله الرحمن الرحيم قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ " . قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَ مُجَاهِدٌ : لَعَلَى دِينٍ عَظِيمٍ ، لَا دِينَ أَحَبُّ إِلَيَّ وَلَا أَرْضَى عِنْدِي مِنْهُ . وَهُوَ دِينُ الْإِسْلَامِ . قال الامام ابن القيم رحمه الله : "وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ ؟ فَقَالَ : " الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ . وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ . وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ " . فَقَابَلَ الْبِرَّ بِالْإِثْمِ . وَأَخْبَرَ : أَنَّ الْبِرَّ حُسْنُ الْخُلُقِ . وَالْإِثْمَ : حَوَازُ الصُّدُورِ . وهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ حُسْنَ الْخُلُقِ : هُوَ الدِّينُ ...

بسم الله الرحمن الرحيم من شأن العرب -إذا تباعدت صفة الواحد- الاعتراض بالمدح والذم أو بالتنبيه والاختصاص، نصبًا أحيانًا، أو رفعًا أحيانًا أُخر. قال الخليل بن أحمد: والعرب تنصب الكلام على المدح والذم، كأنهم يريدون إفراد الممدوح والمذموم، فلا يتبعونه أول الكلام. وقال أبو عبيدة - معمر بن المثنى التيمي: النصب على تطاول الكلام وتباعده، ومن شأن العرب أن تغيِّر الإعراب، إذا طال الكلام وبَعُدَ النسق. قال أهل اللغة: وهذا أسلوب واسع ومعهود في كلام العرب، لا مطعن فيه من جهة الإعراب. فمن أمثلة المدح نصبًا في كلام العرب وكل قوم أطاعوا أمر مرشدهم إلا نميرًا أطاعت أمر غاويها الظاعنين ولما يظعنوا أحدًا والقائلون لمن دار فنَصَبَ ...

قال تعالى{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } البقرة62 والصابئة جمع صابئ ، اسم فاعل من صَبَأ يصبَأ ، إذا خرج من دين إلى آخر . قال الامام الطبري : ( والصابئون ، جمع صابئ ، وهو المستحدث سوى دينه دينا ، كالمرتد من أهل الإسلام عن دينه ، وكل خارج من دين كان عليه إلى آخر غيره ، تسميه العرب : صابئا ... يقال صبأت النجوم : إذا طلعت ..) قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - : " وكذلك اختلاف الفقهاء في " الصابئين ...

قَالَ القاضي ابْنُ الْعَرَبِيِّ المالكي في تفسيره : ذَكَرَ اللَّهُ الِانْتِصَارَ فِي الْبَغْيِ فِي مَعْرِضِ الْمَدْحِ ، وَذَكَرَ الْعَفْوَ عَنِ الْجُرْمِ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ فِي مَعْرِضِ الْمَدْحِ ، فَاحْتَمَلَ أَنْ يَكُونَ أَحَدُهُمَا رَافِعًا لِلْآخَرِ ، وَاحْتَمَلَ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ رَاجِعًا إِلَى حَالَتَيْنِ : - إِحْدَاهُمَا أَنْ يَكُونَ الْبَاغِي مُعْلِنًا بِالْفُجُورِ ، وَقِحًا فِي الْجُمْهُورِ ، مُؤْذِيًا لِلصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ ، فَيَكُونُ الِانْتِقَامُ مِنْهُ أَفْضَلَ . وَفِي مِثْلِهِ قَالَ إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ : كَانُوا يَكْرَهُونَ أَنْ يُذِلُّوا أَنْفُسَهُمْ فَتَجْتَرِئُ عَلَيْهِمُ الْفُسَّاقُ . - الثَّانِيَةُ : أَنْ تَكُونَ الْفَلْتَةُ ، أَوْ يَقَعُ ذَلِكَ مِمَّنْ يَعْتَرِفُ بِالزَّلَّةِ وَيَسْأَلُ الْمَغْفِرَةَ ، فَالْعَفْوُ هَاهُنَا أَفْضَلُ ، وَفِي مِثْلِهِ نَزَلَتْ : وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى . وَقَوْلُهُ : فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ . وَقَوْلُهُ : وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ...

يقول الامام ابن القيم رحمه الله في كتابه الفوائد : " الْإِنَابَة هِيَ عكوف الْقلب على الله عز وَجل كاعتكاف الْبدن فِي الْمَسْجِد لَا يُفَارِقهُ وَحَقِيقَة ذَلِك عكوف الْقلب على محبّته وَذكره بالإجلال والتعظيم وعكوف الْجَوَارِح على طَاعَته بالإخلاص لَهُ والمتابعة لرَسُوله وَمن لم يعكف قلبه على الله وَحده عكف على التماثيل المتنوعة كَمَا قَالَ إِمَام الخنفاء لِقَوْمِهِ : " مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ " فاقتسم هُوَ وَقَومه حَقِيقَة العكوف فَكَانَ حَظّ قومه العكوف على التماثيل وَكَانَ حَظه العكوف على الرب الْجَلِيل والتماثيل جمع تِمْثَال وَهُوَ الصُّور الممثلة فَتعلق الْقلب بِغَيْر الله واشتغاله بِهِ والركون إِلَيْهِ عكوف مِنْهُ على التماثيل الَّتِي قَامَت بِقَلْبِه ...

قَالَ تَعَالَى: (وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ) وقال تعالى : " وأنزلنا الحديد " وقال تعالى : " وأنزلنا عليكم لباسا " قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " لَيْسَ فِي الْقُرْآنِ وَلَا فِي السُّنَّةِ لَفْظُ نُزُولٍ ، إلَّا وَفِيهِ مَعْنَى النُّزُولِ الْمَعْرُوفِ، وَهَذَا هُوَ اللَّائِقُ بِالْقُرْآنِ، فَإِنَّهُ نَزَلَ بِلُغَةِ الْعَرَبِ ، وَلَا تَعْرِفُ الْعَرَبُ نُزُولًا إلَّا بِهَذَا الْمَعْنَى، وَلَوْ أُرِيدُ غَيْرُ هَذَا الْمَعْنَى لَكَانَ خِطَابًا بِغَيْرِ لُغَتِهَا، ثُمَّ هُوَ اسْتِعْمَالُ اللَّفْظِ ، الْمَعْرُوفِ لَهُ مَعْنًى ، فِي مَعْنًى آخَرَ ، بِلَا بَيَانٍ ؛ وَهَذَا لَا يَجُوزُ " انتهى من "مجموع الفتاوى" (12/ 257) وقال أيضا- رفع الله درجته في المهديين - :" أَخْبَرَ أَنَّهُ أَنْزَلَ الْحَدِيدَ ، ...

قال الامام الشنقيطي في قوله: " وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ ": هَذِهِ الْآيَةُ الْكَرِيمَةُ تَدُلُّ عَلَى أَنَّ مَنْ كَذَّبَ الرُّسُلَ يَحِقُّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ ، أَيْ يَتَحَتَّمُ وَيَثْبُتُ فِي حَقِّهِ ثُبُوتًا لَا يَصِحُّ مَعَهُ تَخَلُّفُهُ عَنْهُ ، وَهُوَ دَلِيلٌ وَاضِحٌ عَلَى أَنَّ مَا قَالَهُ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَنَّ اللَّهَ يَصِحُّ أَنْ يُخْلِفَ وَعِيدَهُ ، لِأَنَّهُ قَالَ : إِنَّهُ لَا يُخْلِفُ وَعْدَهُ وَلَمْ يَقُلْ إِنَّهُ لَا يُخْلِفُ وَعِيدَهُ ، وَأَنَّ إِخْلَافَ الْوَعِيدِ حَسَنٌ لَا قَبِيحَ ، وَإِنَّمَا الْقَبِيحُ هُوَ إِخْلَافُ الْوَعْدِ ، وَأَنَّ الشَّاعِرَ قَالَ : وَإِنِّي وَإِنْ أَوْعَدْتُهُ أَوْ وَعَدْتُهُ لِمُخْلِفٌ إِيعَادِي وَمُنْجِزُ مَوْعِدِي لَا يَصِحُّ بِحَالٍ . لِأَنَّ وَعِيدَهُ تَعَالَى لِلْكُفَّارِ حَقٌّ وَوَجَبَ عَلَيْهِمْ ...
Hits: 1510