قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله : ” وشرب الاثنين من الإناء الواحد لا بأس به ولا حرج فيه،
والتنزه عن مثل هذا أمر صعب، ولو أراد الإنسان أن يتنزه عن كل إناء شرب فيه غيره لحقه بذلك حرج شديد،
ولم يكن في بدنه مناعة لما يدخل إليه من المكروبات التي تكون عند كثير من الناس وهو خالي منها،
وقد كان المترفون يتحرزون من هذا الشيء كثيراً، أي يتحرزون من أن يشربوا بإناء شرب فيه غيرهم فيصابون بأمراض أكثر مما يصاب به الآخرون،
والذي ينبغي للإنسان ألا يشق على نفسه في مثل هذه التحرزات؛ لأنه يلحقها الحرج؛ ولأنه يبقى جسمه لا مناعة فيه وحينئذ يتأثر بأدنى سبب.
بلغني أن كثيراً من الناس في الأمم المتطورة في الحياة الدنيا كانوا رجعوا عن هذا التحرز الشديد إلى الحالة الطبيعية التي عليها كثير من الناس، في كون الإنسان لا يشق على نفسه في هذا التحرز الشديد.
نعم. لو فرض أن أحداً من الناس مصاب بوباء جرت العادة أنه معدي فهذا ليس من المستحسن أن يشرب الإنسان في هذا الإناء الذي شرب فيه هذا المصاب بالمرض الذي جرت العادة بأنه يعدي؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «فر من المجزوم فرارك من الأسد»، ولكن مع هذا يجب أن يؤمن بأن العدوى لا تكون معدية بطبيعتها الذاتية ولكنها معدية بإذن الله عز وجل، فإن الله تعالى قد جعل لكل شيء سبباً. ” اه
Visits: 130