من الأخطاء المنتشرة جدا في مجتمعنا الجمع بين الصلاتين في السفر القصير
بسم الله الرحمن الرحيم
والجمع إنما شرع لرفع الحرج في الحضر وأما في السفر فالقاعدة المعروفة المستنبطة من الأحاديث الواردة في الباب أنه : ” إذا جاز القصر جاز الجمع ” وتركه أفضل إلا لمن كان له حاجة أو جد به السير ، وهذا هو هدي نبينا صلى الله عليه وسلم .
فترى كثيرا من الناس يجمعون بين الصلاتين إذا خرج من الناصرة إلى سخنين مثلا أو ما شابه
وإذا سألتهم عن ذلك قالوا يجوز الجمع بسبب السفر القصير دون القصر
فلا أدري من أين جاؤوا بهذا !!!
لأن السفر دون مسافة القصر حكمه حكم الحضر : يجب أن تصلى كل صلاة في وقتها تامة ولا يجوز الجمع إلا لعذر شرعي لوجود الحرج والمشقة في أداء كل صلاة في وقتها .
أما جعل السفر القصير عذرا لهم بحد ذاته فهذا لم يقل به إلا بعض المالكية واشترطوا له شروطا صعبة لا تكاد تتحقق .
فلا يجوز تتبع زلات العلماء وشواذ المسائل والأخذ بكلامهم دون الشروط التي وضعوها .
نسأل الله العافية ونعوذ به من اتباع الهوى
يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله :” وأما الجمع بين الصلاتين فهل يجوز في السفر القصير ؟ فيه وجهان في مذهب أحمد :
أحدهما : لا يجوز كمذهب الشافعي قياسا على القصر .
والثاني : يجوز كقول مالك ; لأن ذلك شرع في الحضر للمرض والمطر فصار كأكل الميتة إنما علته الحاجة لا السفر وهذا هو الصواب فإن الجمع بين الصلاتين ليس معلقا بالسفر وإنما يجوز للحاجة بخلاف القصر ” اه
والله أعلم والحمد لله رب العالمين .
Hits: 71