الخلاف أمر اراده الله كونا ولم يرده شرعا

Home / العقيدة والمنهج / الخلاف أمر اراده الله كونا ولم يرده شرعا
الخلاف أمر اراده الله كونا ولم يرده شرعا
لا شك أن الله عز وجل قضى كونا وأراد الاختلاف كما قال تعالى (ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك) .
وكما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- «… فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا» .
وكما قال عليه السلام: «ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة …» وبعض الناس يستدل بهذه الأدلة على وجوب التسليم والإذعان للاختلاف؛ لأن الله أراده!
 
وهذا يلتبس على من لا يفرق بين ما أراده الله وقضاه كونا، وما أراده وقضاه شرعا.
 
فالخلاف مما قضاه الله وأراده كونا لحكمة بالغة؛ حتى يتميز المتبع من المبتدع، ويقوم المتبع بمجاهدة المبتدع بالحجة والبيان. فالخلاف كالكفر باعتبار إرادة الله له كونا؛ فالله لا يحبه، ولكنه سبحانه شاءه وأراده إرادة كونية قدرية.
 
قال أبو محمد بن حزم: (الإحكام في أصول الأحكام 5 / 64) : وقد نص الله تعالى على أن الاختلاف ليس من عنده، ومعنى ذلك أنه تعالى لم يرض به، وإنما أراده تعالى إرادة كون، كما أراد كون الكفر وسائر المعاصي ا. هـ
فكما أنه لا يمكن لمسلم أن يرضى بالكفر، فكذلك ينبغي أن لا يرضى بالخلاف. وهذا الخلاف لا يختص بأهل السنة والمبتدعة؛ بل حتى أهل السنة لا بد أن يقع بينهم تنازع واختلاف.
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية (مجموع بن الفتاوى 4 / 167) : فلا بد في الطوائف المنتسبة إلى السنة والجماعة من نوع تنازع، لكن لا بد فيهم من طائفة تعتصم بالكتاب والسنة، كما أنه لابد أن يكون بين المسلمين تنازع واختلاف، لكنه لا يزال في هذه الأمة طائفة قائمة بالحق، لا يضرها من خالفها ولا من خذلها حتى تقوم الساعة ا. هـ

Visits: 141