الخلاف السائغ – رفع اليدين في تكبيرات الجنازة أنموذجا‎

Home / العلم والعلماء / الخلاف السائغ – رفع اليدين في تكبيرات الجنازة أنموذجا‎
الخلاف السائغ – رفع اليدين في تكبيرات الجنازة أنموذجا‎

قال الدارقطني في العلل : قال أَحمد بن مُحمد بن الجراح، وابن مخلد، قالا: حَدَّثَنا عُمر بن شبة، قال: حَدَّثَنا يزيد بن هارون، قال: أَخبرَنا يَحيَى بن سَعيد، عَن نافع، عَن ابن عُمر؛ أَن النَّبي صَلى الله عَليه وسَلمَ : " كان إِذا صلى على جِنازة رفع يديه في كل تكبيرة، وإِذا انصرف سلم  " اه 


سئل الشيخ ربيع بن هادي حفظه الله :هل تصححون حديث ابن عمر في رفع اليدين في صلاة الجنازة مرفوعا؟

الجواب :" هذا أَعَلَّه الدارقطني وتابعه الحافظ ابن حجر وحسنه الشيخ ابن باز وأجرينا عليه دراسة ووجدنا أنّه في درجة الحسن أو يصل إلى درجة الصحة, لأنّ الذي رفعه وهو عمر بن شبّة، قال الدارقطني: خالفه غيره, ودرسنا هذه المخالفة فلم نجدلها تأثيراً على رواية عمر بن شبّة.


أولا: لم يسمّ الدارقطني هؤلاء المخالفين.

ثانيا: - ابن شبّة -  ثقة أو صدوق, الظاهر أنّه ثقة، فالحديث ثابت - إن شاء الله 


وقد عضده آثار, منها أثر عبد الله بن عمر وعمر بن عبد العزيز وبعض السلف وهذا مما يتقوى به الحديث سواءً كان مرسلا أو فيه شيء من الضعف فكيف إذا كان ثابتا.

الشيخ الألباني شيخنا - رحمه الله - لكن منهج السلف أنّ الحق أكبر من الشخص كائنا من كان

هذا الألباني حبيبنا وشيخنا وله جهود عظيمة, ولكن إذا أخطأ نرد خطأه ولا نقبله, ونرده بأدب واحترام.

الحديث أَعَلَّه الدارقطنبي بالوقف, تعارض الوقف والرفع هنا ماذا تفعل إذا تعارض الرفع والوقف؟
 
ننظر إلى الأدلة فنرجح ما ترجحه الأدلة.

هنا تعارض الوقف والرفع فوجدنا أن الرفع أرجح من الوقف وعضّده آثار, عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- نفسه كان يرفع يديه إذا صلى على الجنازة.

ووجدنا الأحاديث التي تعلّق بها الشيخ الألباني ضعيفة جدا وهي مذكورة في السنن للدارقطني -رحمه الله- منها حديث أبي هريرة فيه ضعف شديد وحديث عبد الله بن عباس فيه ضعف شديد أيضاً وهي لا تقاوم حديث ابن عمر - رضي الله عنه - وما سانده من الآثار.
وأنا كنت قديماً آخذا بمذهب الشيخ الألباني - رحمه الله -(عدم رفع اليدين في تكبيرات الجنازة )
 
ثمّ درست الحديث فغيرت رأيي, فصلّى ليلة إلى جانبي - رحمه الله - في المسجد النبوي خارج المسجد, صلينا على جنازة فكان لا يرفع وأنا أرفع وأنا بجنبه
 فقلت له: شيخنا كنت على رأيك ثم خالفتك فيه, 
قال: طيّب, فأعطيته بعض حججي وأدلتي فتقبلها بأدبه واحترامه - رحمه الله- وبعد ذلك أشار إليّ في كتابه الجنائز
فقال: ورأى بعض الأفاضل كذا وكذا , هذا إشارة إلى تنبيهي أنا.
ثم رأيت الشيخ محمد عبد الوهاب الوصابي - حفظه الله - لا يرفع فناقشته فصمّم على رأيه فجئنا هنا إلى المكتبة ودرسنا الحديث, حتّى وصل هو نفسه إلى الحكم بالصحة لحديث عمر بن شيبة.
أهل الحديث يدورون مع الحقّ - إن شاء الله - مع المحبة والاحترام لبعضهم بعض, والخلافات بينهم ليست خصومة إذا كان معهم على العقيدة والمنهج ثمّ أخطأ فلا يخرج عن دائرة الأجر, المجتهد إن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر واحد, ولهذا نرى أهل حديث من فجر التاريخ يختلفون في مثل هذه المسائل وينتقدون المقالات والأشخاص لكن بأدب واحترام، بدون سب, بدون تحقير، بدون شتم لأنّ قصدهم النّصيحة وبيان الحق.
وأخيراً: نوصيكم بتقوى الله, وطلب العلم الجاد بتوسع وصبر وجلد, ثم العمل بما تعلمونه وتطبيق ذلك في حياتكم ونشر ذلك. " اه

Visits: 405