
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: " لم يكن أكثر تطوع النبي صلى الله عليه وسلم وخواص أصحابه بكثرة الصوم والصلاة, بل ببر القلوب وطهارتها وسلامتها وقوة تعلقها بالله, خشية له ومحبة وإجلالاً وتعظيماً, ورغبة فيما عنده, وزهداً فيما يفنى ". قال ابن مسعود رضي الله عنه لأصحابه: " أنتم أكثر صلاة وصياماً من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم, وهم كانوا خير منكم. قالوا: ولِمَ؟ قال: كانوا أزهد منكم في الدنيا, وأرغب في الآخرة " . وقال بكر المزني: ما سبقهم أبو بكر بكثرة صيام ولا صلاة, ولكن بشيء وقر في صدره. قال بعض العلماء المتقدمين: " الذي وقر في صدره هو حب الله, والنصيحة ...

بسم الله الرحمن الرحيم قال الامام الآجري رحمه الله : (ومن تدبر كلامه عرف الرب عز وجل، وعرف عظيم سلطانه وقدرته، وعرف عظيم تفضله على المؤمنين، وعرف ما عليه من فرض عبادته، فألزم نفسه الواجب، فحذر مما حذره مولاه الكريم، فرغب فيما رغَّبَهُ، ومن كانت هذه صفته عند تلاوته للقرآن وعند استماعه من غيره كان القرآن له شفاء فاستغنى بلا مال، وعز بلا عشيرة، وأنس مما يستوحش منه غيره، وكان همه عند التلاوة للسورة إذا افتتحها متى أتعظ بما أتلو؟ ولم يكن مراده متى أختم السورة؟ وإنما مراده متى أعقل عن الله الخطاب؟ متى أزدجر؟ متى أعتبر؟ لأن تلاوة القرآن عبادة، لا ...

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة رضي الله عنها : ( ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به ، أو تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت : يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث ، أصلح لي شأني كله ، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ) رواه النسائي في "السنن الكبرى" (6/147) وفي "عمل اليوم والليلة وعن أبي بكري رضي الله عنه ، أن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( دَعَوَاتُ الْمَكْرُوبِ اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو فَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ أَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ) .رواه أحمد ...

مَن قالَ : لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ واللَّهُ أَكْبرُ ، صدَّقَهُ ربُّهُ ، وقالَ : لا إلَهَ إلَّا أَنا ، وأَنا أَكْبَرُ ، وإذا قالَ : لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحدَهُ قالَ : يقولُ اللَّهُ : لا إلَهَ إلَّا أَنا وحدي ، وإذا قالَ : لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ ، قالَ اللَّهُ : لا إلَهَ إلَّا أَنا وَحدي لا شَريكَ لي ، وإذا قالَ : لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ لَهُ الملكُ ولَهُ الحمدُ ، قالَ اللَّهُ : لا إلَهَ إلَّا أَنا ، ليَ الملكُ وليَ الحمدُ ، وإذا قالَ : لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ ولا حولَ ...

الشيخ عبد الرزاق عفيفي : الإجابة: " هذا يختلف باختلاف الحال، فالجنازة إذا لم تجد من يشيعها كان واجباً على الإنسان أن يمشى فيها ويسعى في تشيعها، وهذا دون شك أفضل من حلق الذكر. وإذا وجدت من يشيعها سواه وهو في حاجة إلى العلم جلس مجلس العلم وليشيعها من هو عندها. فالحكم به يختلف باختلاف الحال، وباختلاف حال الإنسان وحاجته، والبصير من يقدر الأمور ويرتبها على حسب أهميتها في الوقت والحال الكائن فيه " اه قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " يعني قل هل الأفضل طلب العلم أو اتباع الجنازة ؟ هذا سؤالك ؟! لا شك أن طلب العلم أفضل طلب العلم ما يعدله ...

عن علي رضي الله عنه قال: " لا يَرجُوَنّ عبد إلا ربه، ولا يخافَنّ إلا ذنبه " . وقد سئل شيخ الاسلام ابن تيمية عن معنى هذه العبارة، فكان مما قاله - رحمه الله -: هذا من أحسن الكلام وأبلغه وأتمه، فإن الرجاء يكون للخير، والخوف يكون من الشر، والعبد إنما يصيبه الشر بذنوبه، كما قال - تعالى -: (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مٌّصِيبَةٍ, فَبِمَا كَسَبَت أَيدِيكُم وَيَعفُو عَن كَثِيرٍ,) [الشورى: 30]، وقال - تعالى -: (فَأخَذنَاهُم بِالبَاًسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُم يَتَضَرَّعُونَ فَلَولا إذ جَاءَهُم بَاًسُنَا تَضَرَّعُوا) [الأنعام: 42، 43] أي: فهلا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا، فحقهم عند مجيء البأس: التضرع. قال عمر بن ...

يقول الامام ابن القيم رحمه الله ورفع درجته في المهديين في إغاثة اللهفان : " إن فقر العبد إلى أن يعبد الله وحده، لا يشرك به شيئًا؛ ليس له نظير فيقاسُ به، لكن يشبه من بعض الوجوه حاجة الجسد إلى الغذاء والشراب والنفس، وبينهما فروق كثيرة؛ فإن حقيقة العبد قلبه وروحه، ولا صلاح له إلابإلهه الحق الذي لا إله إلا هو، فلا يطمئن إلا بذكره، ولا يسكن إلا بمعرفته وحبِّه، وهو كادحٌ إليه كدحًا فملاقيه، ولا بدله من لقائه، ولا صلاح له إلا بتوحيد محبته وعبادته وخوفه ورجائه، ولو حصل له من اللَّذَّات والسرور بغيره ما حصل؛ فلا يدوم له ذلك، بل ينتقل ...

يقول الامام ابن القيم رحمه الله في الوابل الصيب : " وليست السماء بأعظم حرمة من المؤمن وحراسة الله تعالى له أتم من حراسة السماء والسماء متعبد الملائكة ومستقر الوحي وفيها أنوار الطاعات وقلب المؤمن مستقر التوحيد والمحبة والمعرفة والإيمان وفيه أنوارها فهو حقيق أن يحرس ويحفظ من كيد العدو فلا ينال منه شيئا إلا خطفه وقد مثل ذلك بمثال حسن وهو ثلاثة بيوت : 1- بيت للملك فيه كنوزه وذخائره وجواهره 2- بيت للعبد فيه كنوز العبد وذخائره وليس جواهر الملك وذخائره 3- بيت خال صفر لا شئ فيه فجاء اللص يسرق من أحد البيوت فمن أيها يسرق ؟ فإن قلت من البيت الخالي كان محالا لأن ...
Hits: 2096