
عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ إِبْرَاهِيمَ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ أُتِيَ بِطَعَامٍ وَكَانَ صَائِمًا فَقَالَ: قُتِلَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ وَهْوَ خَيْرٌ مِنِّي كُفِّنَ فِي بُرْدَةٍ إِنْ غُطِّيَ رَأْسُهُ بَدَتْ رِجْلاَهُ وَإِنْ غُطِّيَ رِجْلاَهُ بَدَا رَأْسُهُ وَأُرَاهُ قَالَ: وَقُتِلَ حَمْزَةُ، وَهْوَ خَيْرٌ مِنِّي، ثُمَّ بُسِطَ لَنَا مِنَ الدُّنْيَا مَا بُسِطَ، أَوْ قَالَ : أُعْطِينَا مِنَ الدُّنْيَا مَا أُعْطِينَا وَقَدْ خَشِينَا أَنْ تَكُونَ حَسَنَاتُنَا عُجِّلَتْ لَنَا ثُمَّ جَعَلَ يَبْكِي حَتَّى تَرَكَ الطَّعَامَ. " رواه البخاري قال العلامة علي القاري رحمه الله : قوله :" قُتِلَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ وَهُوَ خَيْرٌ مِنِّي " : قَالَهُ تَوَاضُعًا وَهَضْمًا لِنَفْسِهِ ، أَوْ مِنْ حَيْثِيَّةِ اخْتِيَارِ الْفَقْرِ وَالصَّبْرِ ، وَإِلَّا فَقَدَ صَرَّحَ الْعُلَمَاءُ بِأَنَّ الْعَشَرَةَ الْمُبَشَّرَةَ أَفْضَلُ مِنْ بَقِيَّةِ الصَّحَابَةِ ...

يقول الامام ابن القيم رحمه الله : " الْمَعَاصِي مَجْلَبَةُ الْهَلَاكَ وَمِنْ عُقُوبَاتِهَا: أَنَّهَا تَسْتَجْلِبُ مَوَادَّ هَلَاكِ الْعَبْدِ في دُنْيَاهُ وَآخِرَتِهِ، فَإِنَّ الذُّنُوبَ هِيَ أَمْرَاضٌ، مَتَى اسْتَحْكَمَتْ قَتَلَتْ وَلَابُدَّ، وَكَمَا أَنَّ الْبَدَنَ لَا يَكُونُ صَحِيحًا إِلَّا بِ: 1-غِذَاءٍ يَحْفَظُ قُوَّتَهُ، 2-وَاسْتِفْرَاغٍ يَسْتَفْرِغُ الْمَوَادَّ الْفَاسِدَةَ وَالْأَخْلَاطَ الرَّدِيَّةَ، الَّتِي مَتَى غَلَبَتْ أَفْسَدَتْهُ، 3-وَحِمْيَةٍ يَمْتَنِعُ بِهَا مِمَّا يُؤْذِيهِ وَيَخْشَى ضَرَرَهُ، فَكَذَلِكَ الْقَلْبُ لَا تَتِمُّ حَيَاتُهُ إِلَّا بِ : 1- غِذَاءٍ مِنَ الْإِيمَانِ وَالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ، تَحْفَظُ قُوَّتَهُ، 2- وَاسْتِفْرَاغٍ بِالتَّوْبَةِ النَّصُوحِ، تَسْتَفْرِغُ الْمَوَادَّ الْفَاسِدَةَ وَالْأَخْلَاطَ الرَّدِيَّةَ مِنْهُ، 3-وَحِمْيَةٍ تُوجِبُ لَهُ حِفْظَ الصِّحَّةِ وَتَجَنُّبَ مَا يُضَادُّهَا، وَهِيَ عِبَارَةٌ عَنِ اسْتِعْمَالِ مَا يُضَادُّ الصِّحَّةَ. وَالتَّقْوَى: اسْمٌ مُتَنَاوِلٌ لِهَذِهِ الْأُمُورِ الثَّلَاثَةِ، فَمَا فَاتَ ...

الشيخ العلامة محمد سعيد رسلان فقد ذكرَ الذهبيُّ في السِّير عن سعيد بن عبد العزيز قال: ((من أحسنَ فليَرْجُ الثواب، ومَن أساءَ فلا يستنكرُ الجزاء، ومَن أخذَ عزًّا بغيرِ حقٍّ؛ أورثَهُ اللهُ ذلًّا بحقٍّ، ومَن جمعَ مالًا بظُلم؛ أورثَهُ اللهُ فقْرًا بغيرِ ظُلم)).من أحسنَ فليَرْجُ الثواب، فليْتَ شِعْري من أحسنَ ممن أساء!ومن أساءَ؛ فلا يستنكر الجزاء. إنَّ اللهَ لا ينظر إلى صورِكم وأجسامِكم، ولكن ينظرُ إلى قلوبِكم وأعمالِكم، إنَّ اللهَ لا يريد أشباحًا بين يديه منصوبة، وإنما يريدُ قلوبًا إليه بحقيقةِ التوحيد مَصْبوبة.فليْتَ شِعري مَن أحسنَ ومَن أساء. مَن أخذَ عزًّا بغيرِ حق؛ أورثهُ اللهُ ذلًا بحقٍّ، ومَن جمعَ مالًا بظُلم؛ ...

يقول الامام ابن القيم رحمه الله في كتابه بدائع الفوائد : " إن كان يأجوج الطبع ومأجوج الهوى قد عاثوا في أرض القلوب فأفسدوا فيها . فأعينوا الملك بقوة يجعل بينكم وبينهم ردما. اجمعوا له من العزائم ما يشابه زُبَر الحديد ثم تفكروا فيما أسلفتم ليثور صَعْدُ الأسف فلا يحتاج إلى أن يقول لكم انفخوا. شُدُّوا بنيان العزم بهجر المألوفات والعوائد وقد استحكم البناء فحينئذ أفرغوا عليه قطْرَ الصبر وهكذا بنى الأولياء قبلكم فجاء العدو : " فما استطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا " " اه ...

يقول ابن حزم رحمه الله في كتابه مداواة النفوس: " لذة العاقل بتمييزه ، ولذة العالم بعلمه ، ولذة الحكيم بحكمته ، ولذة المجتهد لله عز وجل باجتهاده ، أعظم من لذة الآكل بأكله ، والشارب بشربه ، والواطيء بوطئه ، والكاسب بكسبه ، واللاعب بلعبه ، والآمر بأمره ، وبرهان ذلك أن الحكيم العاقل والعالم والعامل واجدون لسائر اللذات التي سمينا ، كما يجدها المنهمك فيها ، ويحسونها كما يحسها المقبل عليها، وقد تركوها وأعرضوا عنها، وآثروا طلب الفضائل عليها، وإنما يحكم في الشيئين من عرفهما لا من عرف أحدهما ولم يعرف الآخر ". اه ثم قال : " إذا تعقبت الأمور كلها فسدت عليك ، وانتهيت في آخر ...

يقول الامام ابن القيم رحمه الله في بدائع الفوائد : " متى رأيت العقل يؤثر الفاني على الباقي فاعلم أنه قد مسخ ! ومتى رأيت القلب قد ترحل عنه حب الله والاستعداد للقائه وحل فيه حب المخلوق والرضا بالحياة الدنيا والطمأنينة بها فاعلم أنه قد خسف به !! ومتى أقحطت العين من البكاء من خشية الله تعالى فاعلم أن قحطها من قسوة القلب وأبعد القلوب من الله القلب القاسي !! ومتى رأيت نفسك تهرب من الأنس به إلى الأنس بالخلق ومن الخلوة مع الله إلى الخلوة مع الأغيار فاعلم أنك لا تصلح له !! ومتى رأيته يستزيد غيرك وأنت ...

قال عمر بن ابن الخطاب لأويس بن عامر القرني بعد أن استغفر له : " أين تريد ؟ قال : الكوفة ، قال : ألا أكتب لك إلى عاملها ؟! . قال: أكون في غبراء الناس أحب إلي " رواه مسلم قال النووي: قوله : ( أَكُونُ فِي غَبْرَاءِ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيَّ ) أَيْ ضِعَافِهِمْ وَصَعَالِيكِهِمْ وَأَخْلَاطِهِمُ الَّذِينَ لَا يُؤْبَهُ لَهُمْ ، وَهَذَا مِنْ إِيثَارِ الْخُمُولِ وَكَتْمِ حَالِهِ . قال الحسن البصري -رحمه الله- : " إن كان الرجل لقد جمع القرآن وما يشعر به الناس ، وإن كان الرجل قد فقه الفقه الكثير وما يشعر به الناس ، وإن كان الرجل ليصلي الصلاة الطويلة في بيته وعنده الضيوف الزوّر وما يشعرون به، ولقد أدركنا أقوامًا ما كان على ظهر الأرض ...

بسم الله الرحمن الرحيم قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ : " والشرائع هي غذاء القلوب وقوتها .. ومن شأن الجسد إذا كان جائعا فأخذ من الطعام حاجته استغنى عن طعام آخر، حتى لا يأكله وإن أكل منه إلاّ بكراهةٍ وتجشم، وربما ضرّه أكله، أو لم ينتفع به، ولم يكن هو المغذي له الذي يقيم بدنه. فالعبد إذا أخذ من غير الأعمال المشروعة بعض حاجته قلَّت رغبته في المشروع وانتفاعه به، بقدر ما اعتاض من غيره، بخلاف من صرف نهمته وهمته إلى المشروع، فإنّه تعظم محبته له، ومنفعته به ، ويتم دينه، ويكمل إسلامه. ولذا تجد من أكثر سماع القصائد لطلب صلاح ...

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ فِي صَلاَتِي، قَالَ: " قُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، وَلاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَارْحَمْنِي إِنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ " . قوله:"اللَّهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً " : اعتراف من العبد إلى ربه بالتقصير في عبوديته، مهما كان مجتهدا في طاعته ، لأن حق الله عظيم ، ونِعَمُهُ على عباده سابِغَة لا تُحْصَى ولا تُستوفى شُكْرَا . قَالَ الْكِرْمَانِيُّ : هَذَا الدُّعَاءُ مِنَ الْجَوَامِعِ ; لِأَنَّ فِيهِ الِاعْتِرَافَ بِغَايَةِ التَّقْصِيرِ وَطَلَبِ غَايَةِ الْإِنْعَامِ فَالْمَغْفِرَةُ سَتْرُ الذُّنُوبِ ...

يقول الامام ابن القيم رحمه الله : " فَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، كَمْ فِي النُّفُوسِ مِنْ عِلَلٍ وَأَغْرَاضٍ وَحُظُوظٍ تَمْنَعُ الْأَعْمَالَ أَنْ تَكُونَ لِلَّهِ خَالِصَةً ، وَأَنْ تَصِلَ إِلَيْهِ ؟ وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَعْمَلُ الْعَمَلَ حَيْثُ لَا يَرَاهُ بَشَرٌ الْبَتَّةَ ، وَهُوَ غَيْرُ خَالِصٍ لِلَّهِ ، وَيَعْمَلُ الْعَمَلَ وَالْعُيُونُ قَدِ اسْتَدَارَتْ عَلَيْهِ نِطَاقًا ، وَهُوَ خَالِصٌ لِوَجْهِ اللَّهِ ، وَلَا يُمَيِّزُ هَذَا إِلَّا أَهْلُ الْبَصَائِرِ وَأَطِبَّاءُ الْقُلُوبِ الْعَالِمُونَ بِأَدْوَائِهَا وَعِلَلِهَا . فَبَيْنَ الْعَمَلِ وَبَيْنَ الْقَلْبِ مَسَافَةٌ ، وَفِي تِلْكَ الْمَسَافَةِ قُطَّاعٌ تَمْنَعُ وَصُولَ الْعَمَلِ إِلَى الْقَلْبِ ، فَيَكُونُ الرَّجُلُ كَثِيرَ الْعَمَلِ ، وَمَا وَصَلَ مِنْهُ إِلَى قَلْبِهِ مَحَبَّةٌ وَلَا خَوْفٌ وَلَا رَجَاءٌ ، وَلَا زُهْدٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا رَغْبَةٌ فِي الْآخِرَةِ ، وَلَا ...
Hits: 2173