
يقول الامام ابن القيم رحمه الله : " قُبُول المَحَل لِمَا يُوضَع فيه مشروط بتفريغه من ضِدِّهِ. وهذا كما أنه في الذوات والأعيان فكذلك هو والاعتقادات والإرادات. فإذا كان القلب ممتلئا بالباطل اعتقادا ومحبّة, لم يبق فيه لاعتقاد الحق ومحبّته موضع, كما أن اللسان إذا اشتغل بالتكلم بما لا ينفع,, لم يتمكن صاحبه من النطق بما ينفعه, إلا إذا فرغ لسانه من النطق بالباطل. ولهذا في الصحيح عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال:" لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا حتى يريه خير له من أن يمتلئ شعرا". فبيّن أنَّ الجوف يمتلئ بالشعر فكذلك يمتلئ بالشبه والشكوك والخيالات والتقديرات التي لا وجود لها, والعلوم التي ...
للمزيد
للمزيد

الاخلاص عزيزٌ وشاقٌّ على النفوس ، من أغفله أُصيبت مَقَاتِلُهُ وهو لا يدري .... ومن تدبره واجتهد في تحصيله أخبت قلبه وانكسر بين يدي مولاه من عِظَمِ فاقته إليه ومن شدة خشيته على عمله ألا يتقبل منه ! قال سهل بن عبد الله : ” ليس على النفس شيء أشق من الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيب “ . وقال يوسف بن الحسين : ” أعز شيء في الدنيا الإخلاص وكم أجتهد في إسقاط الرياء عن قلبي وكأنه ينبت فيه على لون آخر “ . وقال نعيم بن حماد : ” ضرب السياط أهون علينا من النية الصالحة “ ...
للمزيد
للمزيد

عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه مرفوعا : "سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْعَبْدَ التَّقِيَّ الْغَنِيَّ الْخَفِيَّ» رواه مسلم قال الامام الحافظ ابن رجب رحمه الله : " وهذا هو الذكر الخفي المشار إليه في حديث سعد، هو من أعظم نعم الله على عبده المؤمن، الذي رزقه نصيبا من ذوق الإيمان، فهو يعيش به مع ربه عيشا طيبا، ويحجبه عن خلقه حتى لا يفسدوا عليه حاله مع ربه، فهذه هي الغنيمة الباردة، فمن عرف قدرها وشكر عليها فقد تمت عليه النعمة. كم بين حال هؤلاء الصادقين وبين من يسعى في ظهوره بكل طريق، باستجلاب قلوب الملوك ...
للمزيد
للمزيد

قال ابن القيم رحمه الله:«فليس للعبد إذا بُغي عليه وأُوذي، وتسلَّط عليه خصومُهُ شيء أنفع له من التوبة النصوح، وعلامة سعادته:أن يعكس فِكْره ونظره على نفسه وذنوبه وعيوبه، فيشتغل بها وبإصلاحها والتوبة منها، فلا يبقى فيه فراغٌ لتدبُّر ما نزل به، بل يتولَّى هو التوبة وإصلاح عيوبه، والله يتولَّى نُصرته وحفظه والدفع عنه ولا بُدَّ، فما أسعدَه من عبدٍ، وما أبركها من نازلة نزلت به، وما أحسنَ أثَرَها عليه، ولكن التوفيق والرشد بيد الله لا مانع لما أعطى ولا مُعطيَ لما منع، فما كلُّ أحد يُوفَّقُ لهذا، لا معرفةً به، ولا إرادةً له، ولا قُدرةً عليه، ولا حول ولا قوَّة ...
للمزيد
للمزيد

قال الامام ابن القيم رحمه الله في كتابه الروح : الفرق بين التواضع والمهانة: أنَّ التواضع يتولَّد من العلم بالله –سبحانه-، ومعرفة أسمائه وصفاته ونعوت جلاله، وتعظيمه ومحبته وإجلاله، ومن معرفته بنفسه وتفاصيلها وعيوب عملها وآفاتها، فيتولَّد من بين ذالك كله خُلُقٌ هو التواضع، وهو انكسار القلب لله، وخفض جناح الذل والرحمة بعباده، فلا يرى له على أحد فضلًا،ولا يرى له عند أحدٍ حقًا، بل يرى الفضل للناس عليه، والحقوق لهم قبله، وهذا خُلُق إنَّما يعطيه الله -عزَّ وجل- مَنْ يحبه، ويكرمه، ويقرِّبه. وأمَّا المهانة؛ فهي الدناءة والخسة، وبذل النفس وابتذالها في نيل حظوظها وشهواتها، كتواضع السُّفل في نيل شهواتهم، وتواضع طالب كلِّ ...
للمزيد
للمزيد

قال الإمام إبن القيم رحمه الله تعالى في كتابه الماتع ( الفوائد ) : " الزهد أقسام : - زهد في الحرام وهو فرض عين. - وزهد في الشبهات وهو بحسب مراتب الشبهة فإن قويت التحقت بالواجب وإن ضعفت كان مستحبا. وزهد في الفضول. - وزهد فيما لا يعني من الكلام والنظر والسؤال واللقاء وغيره. - وزهد في الناس. وزهد في النفس بحيث تهون عليه نفسه في الله. - وزهد جامع لذلك كله وهو الزهد فيما سوى الله في كل ما شغلت عنه. وأفضل الزهد إخفاء الزهد و أصعبه في الحظوظ. والفرق بينه وبين الورع : أن الزهد ترك ما لا ينفع في الآخرة. والورع ترك ما يخشى ضرره ...
للمزيد
للمزيد
Hits: 1247