قال إبن القيم رحمه الله تعالى : ” السر- والله أعلم- في خروج الخلافة عن أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم أجمعين، أن عليا رضي الله عنه لو تولى الخلافة بعد موته لأوشك أن يقول المبطلون:
إنه ملك ورث ملكه أهل بيته، فصان الله منصب رسالته ونبوته عن هذه الشبهة.
وتأمل قول هرقل لأبي سفيان: هل كان في آبائه من ملك؟
وتأمل قول هرقل لأبي سفيان: هل كان في آبائه من ملك؟
قال : لا،
فقال له : لو كان في آبائه ملك لقلت: رجل يطلب ملك آبائه .
فصان الله منصبه العلي من شبهة الملك في آبائه وأهل بيته.
وهذا والله أعلم هو السر في كونه لم يورث هو والأنبياء قطعا لهذه الشبهة
وهذا والله أعلم هو السر في كونه لم يورث هو والأنبياء قطعا لهذه الشبهة
لئلا يظن المبطل أن الانبياء طلبوا جمع الدنيا لأولادهم وورثتهم كما يفعله الإنسان من زهده في نفسه وتوريثه لولده وذريته .
فصانهم الله عن ذلك ومنعهم من توريث ورثتهم شيئا من المال لئلا تتطرق التهمة إلى حجج الله ورسله فلا يبقى في نبوتهم ورسلتهم شبهة أصلا ، ولا يقال : فقد وليها علي وأهل بيته ، لأن الأمر لما سبق أنها ليست بملك موروث،
وإنما هي خلافة نبوة تستحق بالسبق والتقدم ،
كان علي في وقته هو سابق الأمة وأفضلها، ولم يكن فيهم حين وليها أولى بها منه، ولا خيرا منه،
فلم يحصل لمبطل بذلك شبهة والحمد لله تعالى ” اه بدائع الفوائد ص896
Visits: 113