الشهوة الخفية

Home / الزهد و الرقائق / الشهوة الخفية
الشهوة الخفية

كم شارب عسلا فيه منِيته ** وكم تقلَّد سيفا من به ذُبِحا
إن محبة المنصب والشهرة من الأمراض الخفية في النفوس ، وأحد أخطر مهلكات القلب التي لا يكاد يتفطن إليها العبد إلا بعد أن تمضي به شوطا بعيدا ، يشق عليه استدراكه ، وإصلاح ما أفسدته منه . 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
كَثِيرًا مَا يُخَالِطُ النُّفُوسَ مِنْ الشَّهَوَاتِ الْخَفِيَّةِ مَا يُفْسِدُ عَلَيْهَا تَحْقِيقَ مَحَبَّتِهَا لِلَّهِ وَعُبُودِيَّتِهَا لَهُ وَإِخْلَاصِ دِينِهَا لَهُ كَمَا قَالَ شَدَّادُ بْنُ أَوْسٍ : يَا بَقَايَا الْعَرَبِ إنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ الرِّيَاءُ وَالشَّهْوَةُ الْخَفِيَّةُ ، قِيلَ لِأَبِي دَاوُد السجستاني : وَمَا الشَّهْوَةُ الْخَفِيَّةُ ؟ قَالَ : حُبُّ الرِّئَاسَةِ
قال ابن تيمية معقبا : ” فهي خفية ، تخفى عن الناس ، وكثيرا ما تخفى على صاحبها ” .
قال سفيان الثوري رحمه الله : ” ما رأيت زهدا في شيء أقل منه في الرئاسة ، ترى الرجل يزهد في المطعم والمشرب والمال والثياب فإن نوزع الرئاسة تحامى عليها وعادى ” .

وقال يوسف بن أسباط : ” الزهد في الرئاسة أشد من الزهد في الدنيا ” .
ولذلك كان السلف رحمهم الله يحذرون من يحبون منها ، فقد كتب سفيان إلى صاحبه عباد بن عباد رسالة فيها : ” إياك وحب الرئاسة ، فإن الرجل تكون الرياسة أحب إليه من الذهب والفضة وهو باب غامض لا يبصره إلا البصير من العلماء السماسرة ، فتفقَّد نفسك واعمل بنية ” اه

Visits: 412