قال أبو حاتم في روضة العقلاء ص24: “ الصدق يرفع المرء في الدارين كما أنَّ الكذب يهوي به في الحالين، ولو لم يكن الصدق خصلة تحمد؛ إلا أنَّ المرء إذا عرف به قُبل كذبه، وصار صدقًا عند من يسمعه؛ لكان الواجب على العاقل أن يبلغ مجهوده في رياضة لسانه حتى يستقيم له على الصدق، ومجانبة الكذب، والعيُّ (السكوت ) في بعض الأوقات خير من النطق؛ لأنَّ كلَّ كلام أخطأ صاحبه موضعه، فالعيُّ خير منه ” اه
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله : ” فكلّ من خالف طريق الأنبياء، لا بُدّ له من الكذب والظلم؛ إما عمداً، وإما جهلاً ” . اه
وقال رحمه الله: “ والصّدق ثلاثة: قول وعمل وحال.
فالصّدق في الأقوال : استواء اللّسان على الأقوال كاستواء السّنبلة على ساقها.
والصّدق في الأعمال : استواء الأفعال على الأمر والمتابعة، كاستواء الرّأس على الجسد.
والصّدق في الأحوال : استواء أعمال القلب والجوارح على الإخلاص. واستفراغ الوسع وبذل الطّاقة.
فبذلك يكون العبد من الّذين جاءوا بالصّدق . وبحسب كمال هذه الأمور فيه وقيامها به تكون صدّيقيّته.
كما فعل أبو بكر رضي الله تعالى عنه. ” اه مدارج السالكين
Visits: 162