
قال الامام ابن باز رحمه الله : " فلا شك أن المصائب تأتي بأسباب أعمالنا وكسبنا وتقصيرنا في أمر الله ، سواء كانت المصائب زلازلا أو سيولا جارفة أو رياحا عاصفة أو أمراضا عامة أو غير هذا من المصائب أو جدب وقحط عام أو غير هذا، فكل ما يضر الناس من المصائب والبلايا العامة كلها من آثار ذنوبهم وآثار اقترافهم ما حرم الله والمعاصي متى ظهرت ضرت العامة. أما قول أنها عوارض طبيعية هذه من أقوال الكفرة والغافلين عن الله ، يرون المنكرات ويرون العقوبات ويرون الشرور ولا يتنبهون ولا يتحركون نسأل الله العافية. ومثل ما قال عن بعضهم " قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ " [الأعراف ...

الخطرات والوساوس قال الامام ابن القيم رحمه الله : " واعلم أن الخطرات والوساوس تؤدي متعلقاتها إلى الفكر فيأخذها الفكر فيؤديها إلى التذكر. فيأخذها الذكر فيؤديها إلى الإرادة فتأخذها الإرادة فتؤديها إلى الجوارح والعمل، فتستحكم فتصير عادة ، فردها من مبادئها أسهل من قطعها بعد قوتها وتمامها. ومعلوم أنه لم يعط الإنسان أمانة الخواطر ولا القوة على قطعها فإنها تهجم عليه هجوم النفس، إلا أن قوة الإيمان والعقل تعينه على قبول أحسنها ورضاه به ومساكنته له، وعلى دفع أقبحها وكراهته له ونفرته منه كما قال الصحابة : "يا رسول الله، إن أحدنا يجد في نفسه ما إن يحترق حتى يصير حممة أحب إليه من أن يتكلم ...

قال العلامة عبد الرحمن المعلمي اليماني : " ومن حكمة الله البالغة ورحمته السابغة : أن غالب البدع لا يدعي أصحابها و من شبهت عليهم أنها من أركان الإيمان ، و لا فرائض الإسلام ، و لا الواجبات المحتمة ، وإنما غايتهم دعوى أنها مستحبة ، وذلك تيسير من الله عز و جل لطريق الاحتياط لمن أراده ، فما عليك إلا أن تتحرى فيما قيل : إنه مستحب ، و قيل فيه بدعة . فإن كنت ممن يستطيع الوصول إلى المجرى المحفوظ ، فانظر فإن وجدت ما يثلج صدرك من الدلالة على أنه من الدين ، أو على أنه ليس منه فالزم ذلك ، وإن اشتبه عليك فدعه عالما أن اجتناب البدعة ...

سُئل شيخ الاسلام في مجموع الفتاوى (35/53): عَنْ «الْبُغَاةِ وَالْخَوَارِجِ»: هَلْ هِيَ أَلْفَاظٌ مُتَرَادِفَةٌ بِمَعْنًى وَاحِدٍ؟ أَمْ بَيْنَهُمَا فَرْقٌ؟ وَهَلْ فَرَّقَتْ الشَّرِيعَةُ بَيْنَهُمَا فِي الْأَحْكَامِ الْجَارِيَةِ عَلَيْهِمَا أَمْ لَا؟ وَإِذَا ادَّعَى مُدَّعٍ أَنَّ الْأَئِمَّةَ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ لَا فَرْقَ بَيْنَهُمْ إلَّا فِي الِاسْمِ؛ وَخَالَفَهُ مُخَالِفٌ مُسْتَدِلًّا بِأَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّه عَنْهُ فَرَّقَ بَيْنَ أَهْلِ الشَّامِ وَأَهْلِ النهروان: فَهَلْ الْحَقُّ مَعَ الْمُدَّعِي؟ أو مَعَ مُخَالِفِهِ؟ فَأَجَابَ: الْحَمْدُ لله، أَمَّا قَوْلُ الْقَائِلِ: إنْ الْأَئِمَّةَ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ لَا فَرْقَ بَيْنَهُمَا إلَّا فِي الِاسْمِ. فَدَعْوَى بَاطِلَةٌ وَمُدَّعِيهَا مُجَازِفٌ فَإِنَّ نَفْيَ الْفَرْقِ إنَّمَا هُوَ قَوْلُ طَائِفَةٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أصحاب أَبِي حَنِيفَةَ وَالشَّافِعِيِّ وَأَحْمَد وَغَيْرِهِمْ: ...

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : "إن التكفير له شروط وموانع قد تنتفي في حق المعين، وإن تكفير المطلق لا يستلزم تكفير المعين، إلا إذا وجدت الشروط وانتفت الموانع يبيّن هذا أن الإمام أحمد وعامة الأئمة الذين أطلقوا هذه العمومات لم يكفروا أكثر من تكلم بهذا الكلام بعينه. فإن الإمام أحمد مثلاً قد باشر الجهمية الذين دعوه إلى خلق القرآن، ونفي الصفات وامتحنوه وسائر علماء وقته، وفتنوا المؤمنين والمؤمنات الذين لم يوافقوهم على التجهم بالضرب والحبس والقتل. والعزل عن الولايات وقطع الأرزاق ورد الشهادة وترك تخليصهم من أيدي العدو، بحيث كان كثير من أولي الأمر إذا ذاك من الجهمية من الولاة والقضاة ...

يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله : " الرسالة ضرورية للعباد، لا بد لهم منها، وحاجتهم إليها فوق حاجتهم إلى كل شيء، والرسالة روح العالم ونوره وحياته، فأي صلاح للعالم إذا عدم الروح والحياة والنور؟ والدنيا مظلمة ملعونة إلا ما طلعت عليه شمس الرسالة، وكذلك العبد ما لم تشرق في قلبه شمس الرسالة، ويناله من حياتها وروحها؛ فهو في ظلمة، وهو من الأموات، قال الله تعالى: {أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا} [الأنعام من الآية:122]، فهذا وصف المؤمن كان ميتاً في ظلمة الجهل فأحياه الله بروح الرسالة ونور الإيمان" (الفتاوى: [19 /94-93]). ويقول أيضا رحمه الله: "من استقرأ ...

قال الامام ابن العربي رحمه الله: "كان شيخنا أبو بكر الفِهري ( الطرطوشي ) يرفع يديه عند الركوع، وعند رفع الرأس منه، وهذا مذهب مالك والشّافعيّ، وتفعله الشّيعة، فحضر عندي يومًا بِمُحْرِس بن الشّوّاء بالثّغر - موضع تدريسي - عند صلاة الظّهر، ودخل المسجد من المحرِس المذكور، فتقدّم إلى الصّفّ الأوّل وأنا في مؤخّره قاعد على طاقات البحر، أتنسّم الرّيح من شدّة الحرّ، ومعي في صفٍّ واحد أبو ثُمنَة - رئيس البحر وقائده -، مع نَفرٍ من أصحابه ينتظر الصَّلاة، ويتطلّع على مراكب تحت الميناء. فلمّا رفع الشّيخ يديه في الرّكوع وفي رفع الرّأس منه، قال أبُو ثمنة لأصحابه:"ألا ترون إلى هذا المَشرِقيِّ كيف دخل مسجدنا ؟، ...
Hits: 1502