قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: ” في الدنيا جنة معجلة وهي معرفة الله ومحبته, والأنس به, والشوق إلى لقائه, وخشية وطاعته, والعلم النافع يدل على ذلك,
فمن دله علمه على دخول هذه الجنة المعجلة في الدنيا دخل الجنة في الآخرة, ومن لم يشم رائحتها لم يشم رائحة الجنة في الآخرة,
ولهذا كان أشدّ الناس عذاباً في الآخرة عالم لم ينفعه الله بعلمه, وهو من أشد الناس حسرة يوم القيام ة حيث كان معه آلة يتوصل بها إلى أعلى الدرجات, وأرفع المقامات, فلم يستعملها إلا في التوصل إلى أخسِّ الأمور وأدناها وأحقرها,
فهو كمن كان معه جواهر نفيسة لها قيمة فباعها ببعرةٍ أو شيءٍ مستقذر لا ينتفع به, فهذا حال من يطلب الدنيا بعلمه, بل أقبح وأقبح من ذلك من يطلبها بإظهار الزهد فيها, فإن ذلك خداع قبيح جداً.
معرفة الله عز وجل لذة الروح وفرحها وسرورها ” اه.
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: “ الجسد عيشه: الأكُل والشرب والنكاح واللباس والطيب وغير ذلك من اللذات الحسية...
وأما الروح…فقوتها ولذتها وفرحها وسرورها في معرفة خالقها وبارئها وفاطرها وفي ما يقرب منه من طاعته وذكره ومحبته, والأنس به, والشوق إلى لقائه ” اه.
Visits: 124