بسم الله الرحمن الرحيم
لقد جمع الله جل وعلا في كتابه العزيز بين – الايمان به واليوم الآخر- في مواضع كثيرة من كتابه – وهو أحكم الحاكمين – ، وذلك لأنه سبحانه بالنسبة لنا غيبٌ كما أن اليوم الآخر من أمور الغيب . وهو جل وعز لا يُرى في الدنيا حتى تنقضي بمجيء اليوم الآخر .
والإيمان بالغيب هي أول علامة للمتقين ذكرها الله تعالى في مطلع كتابه بقوله : ” ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين : الذين يؤمنون بالغيب ..” ثم تتفرع عنها بعد ذلك أركان وشعب الإيمان .
وأيضا لأن مَن آمَن بالله واليوم الآخر رجا الثواب وخاف مِن العِقاب ، كما جاء في التنزيل : (مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لآَتٍ) .
ولا شك أن من أحب شيئا أكثر من ذكره وأحب لقائه فكيف بالعبد الذي عبد ربه كأنه يراه طول حياته حبا وتذللا ، خوفا ورجاءا ، ذاكرا له في جميع أحواله ، متقلبا في طاعته في حله وترحاله ، في حزنه وسروره ، في ضيقه ورخائه ، مخبتا له ، متضرعا إليه ، منكسرا بين يديه ، قد بلغ شوقه للقاء معبوده ومحبوبه كل مَبْلَغٍ ، يطالع بقلبه حديث صهيب الرومي في صحيح مسلم عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ” إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ ، قَالَ : يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : تُرِيدُونَ شَيْئًا أَزِيدُكُمْ ؟ فَيَقُولُونَ : أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا ؟ أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ ، وَتُنَجِّنَا مِنَ النَّارِ ؟ قَالَ : فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ ، فَمَا أُعْطُوا شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ ” اه
ولسان حاله : اللهم اجعلني من ورثة جنة النعيم ، وارزقني لذة النظر إلى وجهك الكريم .
والحمد لله رب العالمين
Visits: 5417