المتمسك بالسُنًَة المَحْضَة في جَنَّةٍ ، رغم غُرْبَتِهِ

Home / الحديث / المتمسك بالسُنًَة المَحْضَة في جَنَّةٍ ، رغم غُرْبَتِهِ
المتمسك بالسُنًَة المَحْضَة في جَنَّةٍ ، رغم غُرْبَتِهِ

قال الامام الألباني رحمه الله : ” قال عليه السلام : ( إن الإسلام بدأ غريبا و سيعود غريبا فطوبى للغرباء ) .

فطوبى لها معنيان معنى لغوي و معنى آخر شرعي , المعنى اللغوي العربي : طوبى بمعنى هنيئا لهم 
أما المعنى الشرعي : فطوبى شجرة في الجنة ، كما قال عليه الصلاة و السلام 🙁 طوبى شجرة في الجنة يمشي الراكب المجد تحتها مائة عام لا يقطعها ) ظلا و ثمار من كل الأشكال و الألوان…
إلى أن قال رحمه اللهنعود لنفقه و نفهم لمن تكون هذه الطوبى قال عليه السلام في حديث آخر : ( قالوا من هم الغرباء قال : هم الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي من بعدي ” في حديث آخر قال : ( هم ناس قليلون صالحون بين ناس كثيرين من يعصيهم أكثر من يطيعهم لذلك على الحريصين أن يكونوا من الغرباء الذين لهم طوبى و حسن مآب أن يصبروا على مجابهة الأخطاء ومعاشرة الناس الذين لا تطيب لهم إحياء السنن و إماتت البدع .إهـ  سلسلة الهدى و النور/ شريط تحت رقم 01/053    
 
 .إِلَى اللَّهِ نَشْكُو غُرْبَةَ الدِّينِ وَالْهُدَى *** وَفُقْدَانَهُ مِنْ بَيْنِ مَنْ رَاحَ أَوْ غَدَا
                                                          فَعَادَ غَرِيبًا مِثْلَ مَا كَانَ قَدْ بَدَا *** عَلَى الدِّينِ فَلْيَبْكِ ذَوُو الْعِلْمِ وَالْهُدَى  
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى: “ولا يقتضي هذا أنه إذا صار غريبًا أي الإسلام أن المتمسك به يكون في شر، بل هو أسعد الناس؛ كما قال في تمام الحديث: ((فطوبى للغرباء)). وطوبى من الطيب؛ قال – تعالى -: (طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنَ مَآبٍ)  .

فإنه يكون من جنس السابقين الأولين الذين اتبعوه لما كان غريبًا وهم أسعد الناس.
أما في الآخرة، فهم أعلى الناس درجة بعد الأنبياء – عليهم السلام –.
وأما في الدنيا، فقد قال – تعالى -: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)[الأنفال: 64]. أي أن الله حسبك وحسب متبعك. وقال – تعالى -: (إِنَّ وَلِيِّيَ اللّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ)[الأعراف: 196]، وقال – تعالى -: (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ) [الزمر: 36]، وقال: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا) [الطلاق: 2، 3]، فالمسلم المتبع للرسول، الله – تعالى – حسبه وكافيه وهو وليه حيث كان ومتى كان“.  

Visits: 299