بسم الله الرحمن الرحيم
عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ -رضي اللّه عنه-، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآله وَسَلَّمَ- قَالَ: ” يطَّلِعُ اللهُ إلى خل قِه في ليلةِ النِّصفِ مِن شعبانَ فيغفرُ لجميعِ خلقِه إلَّا لمشركٍ أو مشاحنٍ “. صححه الألباني في السلسلة الصحيـحة الحديث رقم: (1144)]
قال الامام الأصبهاني “قَوَّامِ السُّنَّةِ”رحمه اللّه : “عن عُمير بن هانئ قال: “سألت ابن ثوبان عن المشاحن، فقال:
” هو التارك لسنة نبيه -صلى اللّه عليه وآله وسلم-الطاعن على أمته، السافك لدمائهم“.[الترغيب والترهيب؛ (2) (397)]
” هو التارك لسنة نبيه -صلى اللّه عليه وآله وسلم-الطاعن على أمته، السافك لدمائهم“.[الترغيب والترهيب؛ (2) (397)]
قال الامام الطبراني رحمه الله : “سَمِعْتُ عَبْدَ اللّه بْنَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ -رحمهم اللّه تعالى- يَقُولُ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ فِي مَعْنَى حَدِيثِ النَّبِيِّ -صلى اللّه عليه وآله وسلم-:” إِنَّ اللّه -عَزَّ وَجَلَّ- يَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ عَلَى عِبَادِهِ فَيَغْفِرُ لأَهْلِ الأَرْضِ إِلا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ“
قَالَ:”الْمُشَاحِنُ؛ هُمْ أَهْلُ الْبِدَعِ الَّذِينَ يُشَاحِنُونَ أَهْلَ الإِسْلامِ وَيُعَادُونَهُمْ“.[الدعاء (ج: (1). ص: (195)]
قَالَ الامام عَبْدُ اللهِ بن الْمُبَارَكِ:سَمِعْتُ الامام الأَوْزَاعِيَّ يُفَسِّرُ الْمُشَاحِنَ فَقَالَ: “ كُلُّ صَاحِبِ بِدْعَةٍ فَارَقَ عَلَيْهَا أُمَّتَهُ “فضائل رمضان لابن أبي الدنيا 4/ 494
قال الشيخ سليمان الرحيلي حفظه الله : “المشاحن الذي يؤخر عن المغفرة نوعان:
الأول : المبتدع الذي يشاحن السنة وأهلها وتدعوه بدعته إلى بغض أهل السنة والوقيعة فيهم والثاني : المهاجر لمؤمن فوق ثلاث لسبب من أسباب الدنيا سواء كان الحق له او عليه ” اه
واللفظ يحتمل نوعي المشاحنة فيحمل الحديث عليهما .
والأول أظهر وأعظم من الثاني لأن المبتدع أشد وأضر من العاصي .
ثم أعلم أن العداوة والهجران و التباغض في الله ليست من هذا التشاحن المذموم المانع من المغفرة.
قال الصديقي الشافعي رحمه الله في دليل الفالحين لطرق رياض الصاليحين (8/70) : “(فيقال أنظروا) بفتح الهمزة و كسر الظاء المعجمة، أي : أخروا (حتى يصطلحا) وهذا محمول على العداوة لحظ النفس، أما هي لله تعالى فلا تمنع من المغفرة، و قد جاء الأمر بها قال صلى الله عليه و سلم : “أفضل الحب الحب لله و أفضل البغض البغض في الله“”.اه
قال الإمام المنذري رحمه الله في الترغيب و الترهيب : “قال الامام أبو داود : “إذا كانت الهجرة لله فليس من هذا بشيء؛ فإن النبي صلى الله عليه و سلم هجر بعض نسائه أربعين يوما، و ابن عمر هجر ابنا له إلى أن مات” من صحيح الترغيب والترهيب (3/53).
والله أعلم والحمد لله رب العالمين .
Visits: 5700