النبي موسى ليس صِهْرُ النبي شعيب عليهما السلام
قال الشيخ العلامة عبد الرحمن السعدي-رحمه الله تعالى – في تفسير سورة القصص بعدما ذُكرت قصة موسى – عليه السلام – مع صاحب مدين-: ” وهذا الرجل أبو المرأتين صاحب مدين ليس بشعيب النبي المعروف كما اشتُهِر عند كثير من الناس ، فإن هذا قولُ لم يدل عليه دليل ،وغاية ما يكون أن شعيبًا عليه السلام قد كانت بلده مدين ، وهذه القضية جرت في مدين ، فأين الملازمة بين الأمرين ؟! وأيضا فإنه غير معلوم أن موسى أدرك زمان شعيب فكيف بشخصه ؟!
ولو كان ذلك الرجل شعيبا ؛ لذكره الله تعالى ولسمَّـتْه المرأتان ، وأيضا فإن شعيبا عليه الصلاة والسلام قد أهلك الله قومه بتكذيبهم إيّاه ، ولم يبقَ إلا من آمن به ، وقد أعاذ الله المؤمنين به أن يرضَوْا لبنتي نبيّهم بمنعهما عن الماء وصدّ ماشيتهما حتى يأتيهما رجل غريب فيُحسِن إليهما ويسقي ماشيتهما ، وما كان شعيب ليرضى أن يرعى موسى عنده ويكون خادما له وهو أفضل منه وأعلى درجة ؛ إلا أن يقال : هذا قبل نبوة موسى ؛ فلا منافاة . وعلى كل حال ، لا يُعتَمد على أنه شعيب النّبي بغير نقل صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم . والله أعلم )) انتهى . ( تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ، المجلد الثالث ” 5 – 6 ” ، ص 1278 – 1279 ) .
قال شيخ الاسلام رحمه الله :
“ فهذه كتب التفسير التي تروي بالأسانيد المعروفة عن النبي صلى الله عليه و سلم والتابعين لم يذكر فيها عن أحد أنه شعيب النبي صلى الله عليه وسلم . ولكن نقلوا بالأسانيد الثابتة عن الحسن البصري أنه قال : ” يقولون إنه شعيب وليس بشعيب ولكنه سيد الماء يومئذ “ فالحسن يذكر أنه شعيب عمن لا يعرف ويرد عليهم ذلك ويقول ليس هو شعيب . وإن كان الثعلبي قد ذكر أنه شعيب فلا يلتفت إلى قوله فإنه ينقل الغث والسمين.
فمن جزم بأنه شعيب النبي فقد قال ما ليس له به علم وما لم ينقل عن النبي صلى الله عليه و سلم ولا عن الصحابة ولا عمن يحتج بقوله من علماء المسلمين.وخالف في ذلك ما ثبت عن ابن عباس والحسن البصري مع مخالفته أيضا لأهل الكتابين فإنهم متفقون على أنه ليس هو شعيب النبي.
فإن ما في التوراة التي عند اليهود والإنجيل الذي عند النصارى أن اسمه يثرون وليس لشعيب النبي ” اهـ.
Visits: 1531