قال الشيخ رسلان حفظه الله : ” إن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- لم يعبأ بالوحدة السياسية بادئ ذي بدء، ولم يهتم بإصلاحها قبل إصلاح أصل الدين.
لم يهتم النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – بالإصلاح السياسي ولا بالوحدة السياسية، قبل البدء بإصلاح أصل الأصول وهو دين رب العالمين.
فالوحدة الجسدية قد تكون خدَّاعة، وأمَّا الوحدة العقدية فجماعة منَّاعة.
ولذلك أخبر الله –تعالى- أن اليهود هم الذين عكسوا هذا الهدي النبوي الشريف؛ فقال تعالى: ﴿تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ﴾ [الحشر:14].
تحسبهم جميعًا: هتافهم واحد، مكانهم واحد، شعاراتهم واحدة.. وقلوبهم شتى! ولكلٍ وجهة! ولكلٍ غاية! ولكلٍ غرضٌ ونهاية!
وقد أخبر الله أن فاعل ذلك لا عقل له!!؛ فقال: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ﴾ [الحشر:14].
﴿تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ﴾ [الحشر:14].
فالذي يهتم بالوحدة الجسدية.. بالكثرة.. بالتجميع، من غير النظر إلى استقامة القلوب على توحيد الرب المعبود -سبحانه وتعالى- هذا … آخذٌ بسنة اليهود!! لا بسنة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-.
Visits: 37