بسم الله الرحمن الرحيم
إن المتعارف عليه عند الناس أنَّ قوس قزح هو إسم يطلق على الخطوط والطرائق الملونة التي تبدو في السماء على شكل قوس أيام الربيع.
قال ابن منظور في اللسان: هو من التقزيح وهو التحسين، وقيل : من القزح، وهي الطرائق والألوان التي في القوس، الواحدة قزحة، أو هو من قَزَح الشيء إذا ارتفع… ويقال: إن قزحاً جمع قزحة وهي خطوط من صفرة وحمرة وخضرة... ويقال: قزح اسم ملك موكل به.
وقُزَح أيضا اسم جبل بالمزدلفة… وهو القرن الذي يقف عنده الإمام بالمزدلفة.
فقد جاء عند الترمذي في جامعه من حديث علي رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال : ” يا أيُّها الناسُ، عليكمُ السَّكينةَ “. ثمَّ أتَى جَمْعًا، فصَلَّى بهمُ الصَّلاتينِ جميعًا، فلمَّا أصبَحَ أتَى قُزَحَ ووَقَفَ عليه، وقال: ” هذا قُزَحُ ” – وهو المَوقِفُ، وجَمعٌ كلُّها مَوقِفٌ– ثمَّ أفاضَ حتى انتَهى إلى وادي مُحَسِّرٍ…….حسنه الالباني وصححه أحمد شاكر في المسند
أما ما جاء في بعض الاحاديث: ” لا تقولوا قوس قزح فإن قزح شيطان -أو هو الشيطان- ولكن قولوا قوس الله عز وجل فهو أمان لأهل الأرض من الغرق “. قال ابن الجوزي موضوع.. وقال الذهبي: واهٍ في إسناده ضعيفان. وقال عنه الألباني في السلسلة: موضوع.
قال الشيخ بكر أبو زيد في ” المناهي اللفظية ” : قوس قُزَح :
أوْمَـأ البخاري رحمه الله تعالى في ” الأدب المفرد ” إلى ضَعْف الحديث الوارد في النهي عن قَول قَوس قُزح ، فقال : باب قوس قزح : وذكر فيه قول ابن عباس : ” الْمَجَرّة باب من أبواب السماء ، وأما قَوس قُزح فأمَان مِن الغَرق بعد قوم نوح عليه السلام ” .
وهو بهذا يريد أن يَنكُت على ضعف ما رواه أبو نعيم في ” الحلية ” عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” لا تقولوا : قوس قزح ، فإن قزح شيطان … ” اه
ولم يثبت في النهي عن هذه التسمية حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، والقطع بأن (قُزَح) اسم لشيطان يحتاج إلى دليل يثبت ذلك .
بل على العكس من ذلك فقد أثبت النبي عليه الصلاة والسلام أسم “ قُزَح ” لجبل في مزدلفة وقفه عنده في حجه صلى الله عليه والسلام فلو كان اسما للشيطان كما يُقال ما أطلقه عليه .
والله أعلم .
Visits: 240