تسويـة الصفـوف في الصـلاة بين الإفـراط و التفريـط

Home / الفقه / تسويـة الصفـوف في الصـلاة بين الإفـراط و التفريـط
تسويـة الصفـوف في الصـلاة بين الإفـراط و التفريـط

قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله : “الصحابة صح عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرهم بتسوية الصفوف، والتراص حتى إن أحدهم ليلصق كعبه بكعب أخيه، ومنكبه بمنكب أخيه، والغرض من ذلك تحقيق التسوية وتحقيق المراصة، وألا يدعوا فرجاً للشيطان، هذا هو المقصود، وليس المقصود أن يؤذي بعضهم بعضاً، بل المقصود تحقيق المساواة والمراصة، ففهم بعض الناس أن إلصاق الكعب بالكعب مقصود لذاته، وأنه من سنن الصلاة، فصار يلصق كعبه بكعب أخيه مع تفريج ما بين رجليه، يفرج ما بين رجليه تفريجاً كاملاً واسعاً من أجل أن يلصق الكعب بالكعب، لكن يبقى المنكب مع المنكب مفترقين بالضرورة، وهذا من الخطأ في التأويل.

والمقصود عند بدء الصلاة أن يأمر الإمام بالتساوي وبالتراص، فيلتصق الناس بعضهم ببعض لا على وجه يذهب الخشوع أو يؤذي، لكن على وجه تتحقق به المراصة، بحيث لا تدخل الشياطين بيننا، وكذلك تظهر المساواة بحيث لا يتقدم أحد على أحد.

أما متابعة الجار الملاصق -كما ذكر السائل- فهذا ليس من السنة، هذا يهرب منه وهذا يهرب منه، ثم إنه يقول: إنه يضع أصبعاً على أصبع حتى إن السائل إن لم يكن مبالغاً -عفا الله عنه- يقول: إنه كاد أن يضع رجله على رجله الثانية من شدة هروبه من هذا الرجل، لكن قد يكون هذا فيه مبالغة، والله يتوب علينا وعليه ” اه

تنبيه : ” ليس المقصود بالتراص في الصلاة التزاحم ، بل المقصود الاعتدال والمحاذاة والتناظم في الصف وعدم ترك فرجات وفراغات يدخل منها الشيطان ، فيشوش على المصلين ويلهيهم عن الخشوع في صلاتهم ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ” تراصوا ولا تدعوا فرجات للشيطان “.


Visits: 129