إنَّ غرس الأشجار في المقابر اذا كان ذلك بغرض الزينة والتجميل فهذا يخرج المقابر عن الغرض الذي شرعت زيارتها من أجله، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ” زوروا القبور فإنها تذكر الموت “. رواه مسلم.
ثم إنَّ تَشجير المقابر أمر معهود عند النصارى ففيه تشبه بهم.
قال العلامة محمد بن إبراهيم في فتاويه:”تشجير المقبرة لا يجوز، وفيه تشبه بعمل النصارى الذين يجعلون مقابرهم أشبه ما تكون بالحدائق، فيجب إزالتها وإزالة صنابير الماء التي وضعت لسقيها، ويبقى من الصنابير ما يحتاج إليه للشرب وتليين التربة “. انتهى
قال العلامة ابن عثيمين في فتاوى نور على الدرب:” المقبرة دور الأموات ليست دوراً للأحياء حتى تزين وتشيد ويصب عليها الإسمنت، ويكتب عليها الكلمات الرثائية والتأبينية، وإنما هي دار أموات يجب أن تبقى على ما هي عليه حتى يتعظ بها من يمر بها، وقد ثبت في الصحيح من حديث بريدة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:” كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تذكركم الآخرة “. وإذا فتحنا الباب للناس ليقوموا بتزيين القبور وتشيدها والكتابة عليها صارت المقابر محلاً للمباهاة ولم تكن موضع اعتبارٍ للأحياء”. انتهى.
ولذلك نص بعض أهل العلم على بطلان الوقف لتزيين المقابر.
قال العلامة الشوكاني في الدراري المضية: ” الوقف على القبور لرفع سمكها أو تزيينها أو فعل ما يجلب على من يراها الفتنة باطل “. انتهـى.
الخلاصة :لا يجوز زراعة الأشجار والأزهار في المقابر لتزيينها، وكذا لا ينبغي زراعتها ليتظلل بها زائرها؛ فإنه لا حاجة شرعية لهذا، والمقابر تزار للعظة والعبرة وتذكر الآخرة، لا للسياحة والترفه .
Visits: 110