بسم الله الرحمن الرحيم
إن من مظاهر تشبه المسلمين بالكفار التي بدأت تظهر في مجتمعنا في الوقت الحاضر ظاهرة تربية الكلاب للزينة والتفاخر والتدليل والهواية واللهو واللعب وهي في ازدياد ملحوظ – للاسف الشديد – دون نكير .
فتجد الفتاة تسير في الطريق وهي تجر وراءها كلبا ثم يتغوط هذا الكلب النجس في طريق المارة فتتنجس الطرقات برجيع الكلاب نسأل الله العافية .
ألا فليتق الله أولياء هؤلاء الشبان والفتيات فإنهم مسؤولون عن ذلك .
وأولادكم أيها الآباء ودائع قد استراعكم الله عليهم ووصاكم بهم لتقوموا بمصالحهم الدينية والدنيوية، فتعلموهم وتؤدبوهم وتكفوهم عن المفاسد، وتأمروهم بطاعة الله وملازمة التقوى على الدوام .
قال الامام ابن القيم رحمه الله: “كم ممن أشقى ولده، وفلذة كبده في الدنيا والآخرة بإهماله وترك تأديبه وإعانته على شهواته، ويزعم أنه يكرمه وقد أهانه وأنه يرحمه وقد ظلمه ففاته انتفاعه بوالده وفوت عليه حظه في الدنيا والآخرة“.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ” من اقْتَنَى كَلْبًا لَيْسَ بِكَلْبِ صَيْدٍ وَلا مَاشِيَةٍ وَلا أَرْضٍ فَإِنَّهُ يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِهِ قِيرَاطَانِ كُلَّ يَوْمٍ ” رواه مسلم
فتربية الكلاب لغير الأمور الثلاثة التي أباح الشارع الحكيم سبب عظيم لنقص الثواب وزوال الحسنات الكثيرة من ذمة المسلم وقد ورد أنه ينقص قيراط وقد فسر في حديث اتباع الجنازة بمقدار الجبل العظيم كأحد ، فاقتناء الكلب لغير رخصة أمر خطير يفوت على المسلم خيرا عظيما فلا ينبغي التهاون به .
عن عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ” إِنَّ الْمَلائِكَةَ لا تَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلا صُورَةٌ ” صححه اٍلألباني في صحيح ابن ماجه .
فيُحْرَم المسلمُ من الملائكة التي تستغفر لأهل البيت وتنزل عليهم السكينة وتنشر بينهم السلام والأمان وتطرد الشياطين وإذا خرجت الملائكة من بيت دخلته الشياطين وغلب على أهله الغفلة.
قال الشيخ ابن عثيمين في “شرح رياض الصالحين” (4/241) : ” وأما اتخاذ الكلب وكون الإنسان يقتنيه فإن هذا حرام , بل هو من كبائر الذنوب , لأن الذي يقتني الكلب إلا ما استثنى ينقص كل يوم من أجره قيراطان . . . ومن حكمة الله عز وجل أن الخبيثات للخبيثين , والخبيثون للخبيثات ، يقال : إن الكفار من اليهود والنصارى والشيوعيين في الشرق والغرب كل واحد له كلب والعياذ بالله يتخذه معه , وكل يوم ينظفه بالصابون والمنظفات الأخرى ! مع أنه لو نظفه بماء البحار كلها وصابون العالم كله ما طهر ! لأن نجاسته عينية , والنجاسة العينية لا تطهر إلا بتلفها وزوالها بالكلية . لكن هذه من حكمة الله , حكمة الله أن يألف هؤلاء الخبثاء ما كان خبثاً ، كما أنهم أيضاً يألفون وحي الشيطان ؛ لأن كفرهم هذا من وحي الشيطان ، ومن أمر الشيطان ، فإن الشيطان يأمر بالفحشاء والمنكر , ويأمر بالكفر والضلال , فهم عبيد للشيطان وعبيد للأهواء , وهم أيضاً خبثاء يألفون الخبائث . نسأل الله لنا ولهم الهداية ” انتهى .
واعلموا رحمكم الله أن التشبه بالكفار في الظاهر يؤدي إلى ما هو أخطر ، وهو التشبه بهم في الباطن ، فيعتقد اعتقادهم ، أو يرى تصحيح مذاهبهم وآرائهم ، فبين الظاهر والباطن ارتباط وثيق ، ويؤثر أحدهما على الآخر .
والله اعلم والحمد لله رب العالمين .
Visits: 102