حاجة الناس إلى معرفة مقدار الصلاة أعظم من حاجتهم إلى الطعام والشراب

Home / الفقه / حاجة الناس إلى معرفة مقدار الصلاة أعظم من حاجتهم إلى الطعام والشراب
حاجة الناس إلى معرفة مقدار الصلاة أعظم من حاجتهم إلى الطعام والشراب

يقول الامام ابن القيم رحمه الله في كتابه ” كتاب الصلاة وأحكام تاركها ”  :

” وأما المسألة العاشرة وهي: مقدار صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي: من أجل المسائل وأهمها وحاجة الناس إلى معرفتها أعظم من حاجتهم إلى الطعام والشرابوقد ضيعها الناس من عهد أنس بن مالك رضي الله عنه

ففي صحيح البخاري من حديث الزهري قال: دخلت على أنس بن مالك بدمشق وهو يبكي فقلت: له ما يبكيك؟ فقال:  “لا أعرف شيئا مما أدركت إلا هذه الصلاة, وهذه الصلاة قد ضيعت “.  

وأنس رضي الله عنه تأخر حتى شاهد من إضاعة أركان الصلاة وأوقاتها وتسبيحها في الركوع والسجود وإتمام تكبيرات الانتقال فيها ما أنكره وأخبر أن هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بخلافه كما ستقف عليه مفصلا إن شاء الله.

ففي الصحيحين من حديث قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوجز الصلاة ويكملها، 

وفي الصحيحين أيضا قال: ” ما صليت وراء إمام قط أخف صلاة ولا أتم من صلاة النبي صلى الله عليه وسلم

 زاد البخاري: وإن كان ليسمع بكاء الصبي فيخفف مخافة أن تفتن أمه,

 فوصف صلاته صلى الله عليه وسلم بالإيجاز والتمام.

والإيجاز هو الذي كان يفعله, لا الإيجاز الذي كان يظنه من لم يقف على مقدار صلاته؛ فإن الإيجاز أمر نسبي إضافي راجع إلى السنة لا إلى شهوة الإمام ومن خلفه,

 عن أنس بن مالك قال: ” ما صليت خلف رجل أوجز صلاة من رسول الله صلى الله عليه وسلم في تمام, وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال: سمع الله لمن حمده قام حتى نقول قد أوهم ثم يكبر ثم يسجد وكان يباعد بين السجدتين حتى نقول: قد أوهم “. هذا سياق حديثه. فجمع أنس رضي الله عنه في هذا الحديث الصحيح بين الإخبار بإيجازه صلى الله عليه وسلم الصلاة وإتمامها وبين فيه أن من إتمامها الذي أخبر به إطاعة الاعتدالين حتى يظن الظان أنه قد أوهم أو نسي من شدة الطول فجمع بين الأمرين في الحديث.

وهو القائل: ما رأيت أوجز من صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أتمفيشبه أن يكون الإيجاز عاد إلى القيام والإتمام إلى الركوع والسجود والاعتدالين بينهما؛ لأن القيام لا يكاد يفعل إلا تاما فلا يحتاج إلى الوصف بالإتمام بخلاف الركوع والسجود والاعتدالين

وسر ذلك أنه بإيجاز القيام وإطالة الركوع والسجود والإعتدالين تصير الصلاة تامة لاعتدالها وتقاربها فيصدق قوله: ما رأيت أوجز ولا أتم من صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وهذا هو الذي كان يعتمده صلوات الله عليه وسلامه في صلاته فإنه كان يعدلها حيث يعتدل قيامها وركوعها وسجودها واعتدالها. ” اه

Visits: 23