حكم استعمال البخور أو الملح لطرد الشياطين
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
” وقد بلغني أيضا أنهم يعني النصارى يخرجون يوم الخميس الذي قبل ذلك أو يوم السبت أو غير ذلك إلى القبور ويبخرونها وكذلك يبخرون بيوتهم في هذه الأوقات وهم يعتقدون أن في البخور بركة ودفع أذى لا لكونه طيبا ويعدونه من القرابين…
إلى أن قال:“ وإنما ذكرت ما ذكرته لما رأيت كثيرا من المسلمين يفعلونه وأصله مأخوذ عنهم حتى إنه كان في مدة الخميس تبقى الأسواق مملوءة من أصوات هذه النواقيس الصغار وكلام الرقاة من المنجمين وغيرهم بكلام أكثره باطل وفيه ما هو محرم أو كفر.
وقد ألقي إلى الجماهير العامة أو جميعهم إلا من شاء الله وأعني بالعامة هنا كل من لم يعلم حقيقة الإسلام فإن كثيرا ممن ينتسب إلى فقه أو دين قد شارك في ذلك ألقي إليهم أن البخور المرقي ينفع ببركته من العين والسحر والأدواء والهوام… “ إلى آخر كلامه رحمه الله.
وقال في موضع آخر مبينا الانحرافات التي تحدث في تشبه المسلمين بالنصارى في أعيادهم، فذكر منها:
” ورقي البخور مطلقا في ذلك الوقت أو غيره أو قصد شراء البخور المرقي، فإن رقيا البخور واتخاذه قربانا هو دين النصارى والصابئين، وإنما البخور طيب يتطيب بدخانه كما يتطيب بسائر الطيب من المسك وغيره مما له أجزاء بخارية وإن لطفت أو له رائحة محضة، وإنما يستحب التبخر حيث يستحب التطيب.
انتهى من كتابه: اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم.
والخلاصة :
الأصل في استعمال البخور هو الإباحة يتطيب بدخانه كما يتطيب بسائر الطيب من المسك وغيره . أما الاعتقاد بأن استعمال البخور مما يدفع الآفات أو يفيد في الرقية أو يحل السحر أو يطرد الشياطين هو من اعتقادات الصابئة عباد النجوم وكذلك النصارى وغيرهم من المبتدعة والمشركين.
قال الامام ابن باز رحمه الله :
” لا أعلم لهذا العمل أصلاً شرعياً، والواجب تركه؛ لكونه من الخرافات التي لا أصل لها، وإنما تطرد الشياطين بالإكثار من ذكر الله وقراءة القرآن والتعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من نزل منـزلاً فقال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منـزله ذلك)).
وقال له رجل: يا رسول الله ماذا لقيت البارحة من لدغة عقرب. فقال له صلى الله عليه وسلم: ((أما إنك لو قلت: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضرك)) ، وقال عليه الصلاة والسلام: ((من قال حين يصبح: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات لم يضره شيء حتى يمسي، ومن قالها حين يمسي لم يضره شيء حتى يصبح)).
وأسأل الله أن يوقفنا وإياكم وسائر إخواننا للعلم النافع والعمل به، إنه سميع قريب، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وفي لقاء الباب المفتوح سئل العلامة ابن عثيمين:
هل يجوز القراءة على الملح ونفخه في أرجاء البيت للاحتراز من الشياطين وغيرهم؟
الجواب:
( لا. هذا غير صحيح، قولهم: إنه إذا قرأ على الملح وذره في البيت لا تقربه الشياطين هذا خطأ وليس بصحيح، ولا يجوز العمل به.).
قال الشيخ صالح آل الشيخ:
” اعتقادات الناس في دفع العين لا حصر لها، والجامع لذلك أن كل شيء يفعله الناس بما يعتقدونه سببا وليس هو بسبب شرعي ولا قدري فإنه لا يجوز اتخاذه” . اهـ.
Visits: 19295