يقول الامام ابن القيم رحمه الله : ” كم في الطهارة من حكمة ومنفعة للقلب والبدن, وتفريح للقلب, وتنشيط للجوارح, وتخفيف من أحمال ما أوجبته الطبيعة وألقاه عن النفس من دَرَن المخالفات, فهي منظفة للقلب والروح والبدن,…
وتأمل كون الوضوء في الأطراف التي هي محل الكسب والعمل,
فجُعِل في الوجه الذي فيه السمع والبصر والكلام والشمُّ والذوق.
وهذه الأبواب هي أبواب المعاصي والذنوب كلها, منها يدخل إليها,
ثم جعل في اليدين وهما طرفاه وجناحاه اللذان بهما يبطش ويأخذ ويعطى,
ثم في الرجلين اللتين بهما يمشي ويسعى.
ولما كان غسل الرأس مما فيه أعظم حرج ومشقة جعل مكانه المسح, وجعل ذلك مخرجاً للخطايا من هذه المواضع,…
ففي صحيح مسلم عن عثمان بن عفان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه حتى تخرج من تحت أظفاره » فهذا من أجلِّ حكم الوضوء وفوائده.
ولو لم يكن فيه من المصلحة والحكمة إلا أن المتوضئ يطهر يديه بالماء وقلبه بالتوبة, ليستعد للدخول على ربه ومناجاته والوقوف بين يديه طاهر البدن والثوب والقلب.
فأي حكمة ورحمة ومصلحة فوق هذا.” اه شفاء العليل
Hits: 35