دليل الفلاح إلى حقيقة الخسارة والنجاح
الحمد لله الذي جعل للحق نُورَا
بِهِ يُهْتَدَى في سَنَوَات الخِدَاع ودياجير الإعلام،
الحمد لله الذي نجَّا بِأمره من شاء من عباده
رغم عَصْفِ الفِتَنِ ودَخَنِ الأيام
الحمد لله الذي شَرَّفَ أَهْلَ الحديث والأثر
بسيرهم على خُطَى خَيْرِ الأَنَام
وأَذِنَ لهم بعبادته تَقَرُّبَا
بشتى صُنُوفِ الصَبر والقِيام
ولم يداهنوا في دينهم ولم يساوموا فيه أبدا
وغَيْرُهُم تَقَلُبًا وتَلَوُّنًا طُول الشُهُور والأَعْوَام
ألا إنَّ أكثرَ الناسِ يُحِبُّون العَاجِلَة
ويَذَرُون الآخِرَةَ دَارَ السَلام
فسبحان الذي فَاوَتَ بين الأفهام والعقول
وجعل بِيَدِهِ النَّجَاةَ والرَّدَى
حتى غَدَا في كُلِّ وَقْتٍ مُوفَّقٌ ومَخْذُول
وكذا بِعَدْلِهِ حَادَ عن الهُدى أهلُ الزَيْفِ والهَوَى
وثَبَتَ بِفَضْلِهِ على الحَقِّ صِدْقا أَتْبَاعُ الرسول
فآثروا مَحَابَّه على غَيرِهِ ، ورِضَاهُ على سَخَطِهِ
ولم يلتفتوا إلى قَوْلِ كُل مُعَانِدٍ وجَهُول
وقد كفروا بِكُلِّ طاغوتٍ يُعارِضُ شَرْعَهُ
واستمسكوا بالعُرْوَة الوثقى في الصَّعْبِ والذَّلُول
قد أفلح من عمل صالحا وسَلِمَ في دَينِهِ
ثم أتى بِهِ يَحْمِلُهُ يوم القيامة في ذاتِ الصُدُور
وقد خاب من أعرض عن ذكر ربه
ولم يُبَالِ إذا سَلِمَ المال والجَاهُ والحُضُور
فَقَدِمَ إلى عَمَلِهِ فإذا بِهِ هَبَاءًا مَنْثُور
ألا إن الخاسرين الذين خسروا …
أنفسهم وأهليهم يوم النُّشُور .
الأربعاء 23 صفر 1440 الموافق 31/10/2018
Visits: 173