بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ من أعظم النعم على العبد المسلم :
أولا : أنْ يُخَلِّصَ قلبه من الشرك وأدرانه ، ثم يدور مع حكم الله عز وجل حيث كان لا أنْ يَنْسَاقَ خَلْفَ الديمقراطية الطاغوتية التي لا تقيم وزنا لأحكام الرب ، انما الحكم فيها للشعب ، ولا أن يَنْجَّرَ وراء عواطف الناس وأهوائهم حتى يستبدل الوَحْيَ المُنَزَّل بزُبَالات أذهان الغرب .
ثانيا : أنْ يُوَفَّقَ للاتباع السُنَّة والتَمَسّك بها والصبر عليها خاصةً في زمن الفتن ، حيث يركبُ أهلُ الاهواء أَمْوَاجَهَا ويُثِيرُوا نَتَنَهَا وأُجَاجَهَا .
سئل الامام الالباني رحمه الله : ما حكم هذه المظاهرات؟
مثلا يجتمع كثير من الشباب أو الشابات ثم يخرجون إلى الشارع مستنكرين……..
قال الألباني: والشابات أيضا!!!!؟
السائل: نعم.
الألباني: ما شاء الله!
وقال أيضا رحمه الله : ” الشابات يشتركن في التظاهرات، فهذا منتهى التشبه بالكفار والكافرات، لأننا نرى في الصورة أحيانا وفي الأخبار التي تذاع في التلفاز والراديو ونحو ذلك.
بيقولوا في التعبير الشامي وسيعجبكم هذا التعبير ، يخرجون رجالا ونساءا( خليط مليط)، يتزاحمون الكتف بالكتف وربما العجيزة بالقبل، ونحوذلك.
هذا هو تمام التشبه بالكفار، أن تخرج الفتيات مع الفتيان يتظاهرون، أنا أقول شيئا آخر بالاضافة إلى أن التظاهر ظاهرة فيها تقليد للكفار في أساليب استنكارهم لبعض القوانين التي تفرض عليهم من حكامهم أو إظهار منهم لرضا بعض تلك الأحكام أو القرارات .
أضف إلى ذلك شيئا آخر ألا وهو: هذه التظاهرات الأوروبية ثم التقليدية من المسلمين، ليست وسيلة شرعية لإصلاح الحكم وبالتالي إصلاح المجتمع، ومن هنا يخطئ كل الجماعات وكل الأحزاب الاسلامية الذين لا يسلكون مسلك النبي صلى الله عليه وسلم في تغيير المجتمع، لا يكون تغيير المجتمع في النظام الاسلامي بالهتافات وبالصيحات وبالتظاهرات.
وإنما يكون ذلك على الصبر على بث العلم بين المسلمين وتربيتهم على هذا الاسلام حتى تؤتي هذه التربية أكلها ولو بعد زمن بعيد، فالوسائل التربوية في الشريعة الاسلامية تختلف كل الاختلاف عن الوسائل التربوية في الدول الكافرة.
لهذا أقول باختصار عن التظاهرات التي تقع في بعض البلاد الاسلامية، أصلا هذا خروج عن طريق المسلمين وتشبه بالكافرين وقد قال رب العالمين: ( ومن يشاقق الرسول من بعد ماتبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ماتولى ونصله جهنم وساءت مصيرا ) . اه
قال العلامة الجزائري محمد بن علي فركوس حفظه الله :
” فالمظاهرات والمسيرات والاعتصامات بالساحات -بغضِّ النظر عن صفتها عُنفيَّةً كانت أو سلميّةً- فليست مِن عملِنا -نحن المسلمين- ولا من دعوتنا، ولا هي من وسائل النهي عن المنكر، بل هي من أساليب النظام الديمقراطي الذي يُسند الحكمَ للشعب، فمنه وإليه.
فضلاً عن أنَّ عامَّة المظاهر الثوريَّة والاحتجاجيَّة في العالَم الإسلامي متولِّدةٌ من الثورة الفرنسية وما تلاها من ثوراتٍ وانقلاباتٍ في أوربا في العصر الحديث.
فأُمَّتنا بهذا النمط من التقليد والاتِّباع تدعِّم التغريب وتفتح باب الغزو الفكري، باتِّخاذ الأساليب الثورية وأشكال الانتفاضات أُنموذجًا غربيًّا وغريبًا عن الإسلام، يحمل في طيَّاته الفتن والمضارَّ النفسيَّةَ والمالية والخُلُقيَّة….” اه
قال العلامة بن عثيمين رحمه الله تعالى – :
” وأما مسألة الضغط على الحكومة : فهي إن كانت مسلمة فيكفيها واعظاً كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وهذا خير ما يعرض على المسلم .
وإن كانت كافرة فإنها لا تبالي بهؤلاء ” المتظاهرين ” وسوف تجاملهم ظاهراً ، وهي على ما عليه من الشر في الباطن ، لذلك نرى أن المظاهرات أمر منكر .
وأما قولهم إن هذه المظاهرات سلمية ، فهي قد تكون سلمية في أول الأمر أو في أول مرة ثم تكون تخريبية ، وأنصح الشباب أن يتبعوا سبيل من سلف فإن الله سبحانه وتعالى أثنى على المهاجرين والأنصار ، وأثنى على الذين اتبعوهم بإحسان ) [ انظر : الجواب الأبهر لفؤاد سراج ، ص75 ] .
وأما قولهم إن هذه المظاهرات سلمية ، فهي قد تكون سلمية في أول الأمر أو في أول مرة ثم تكون تخريبية ، وأنصح الشباب أن يتبعوا سبيل من سلف فإن الله سبحانه وتعالى أثنى على المهاجرين والأنصار ، وأثنى على الذين اتبعوهم بإحسان ) [ انظر : الجواب الأبهر لفؤاد سراج ، ص75 ] .
وسئل العلامة صالح الفوزان
هل من وسائل الدعوة القيام بالمظاهرات لحل مشاكل الأمة الإسلامية؟
فأجاب : “ديننا ليس دين فوضى، ديننا دين انضباط، دين نظام ودين سكينة، المظاهرات ليست من أعمال المسلمين وما كان المسلمون يعرفونها، ودين الإسلام دين هدوء ودين رحمة لا فوضى فيه، ولا تشويش ولا إثارة فتن، هذا هو دين الإسلام والحقوق يتوصل إليها دون هذه الطريقة بالمطالبة الشرعية والطرق الشرعية، هذه المظاهرات تحدث فتناً، وتحدث سفك دماء وتحدث تخريب أموال فلا تجوز هذه الأمور ” . ا. هـ الإجابات المهمة في المشاكل الملمة
والحمد لله رب العالمين .
Visits: 86