رمي الجمرات غاية التعبد والتذلل لله سبحانه وتعالى

Home / الفقه / رمي الجمرات غاية التعبد والتذلل لله سبحانه وتعالى
رمي الجمرات غاية التعبد والتذلل لله سبحانه وتعالى
العلامة ابن عثيمين رحمه الله
كثيرٌ من العامة يعتقدون أن رمي الجمرات رميٌ للشياطين ويقولون إننا نرمي الشيطان وتجد الإنسان يأتي منهم بعنفٍ شديد وحنق وغيظ وصياح وشتم وسبٍ لهذه الجمرة والعياذ بالله….
 حتى إني رأيت قبل أن تبنى الجسور على الجمرات رأيت رجلاً وامرأته وقد ركبا على الحصى يضربان بالحذاء أو بجزمات يضربان هذا العمود الشاخص ويسبانه ويلعنانه .
ومن العجيب أن الحصى يقع عليهما من قبل الناس – الرامين للجمرات – ولا يباليان بهذا وهذا من الجهل العظيم.
إن رمي هذه الجمرات عبادةٌ عظيمة قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم :      ” إنما جعل الطواف بالبيت وبالصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله “.
هذه هي الحكمة من هذه الجمرات ولهذا يكبر الإنسان عند كل حصاة ليس يقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بل يكبر يقول الله أكبر تعظيماً لله الذي شرع رمي هذه الحصى .
وهو في الحقيقة – أعني رمي الجمرات – غاية التعبد والتذلل لله سبحانه وتعالى لأن الإنسان لا يعرف الحكمةً من رمي هذه الجمرات في هذه الأمكنة إلا لأنها مجرد طاعة وانقياد وتسليمٍ لله سبحانه وتعالى.
فان انقياد الإنسان لطاعة الله وهو لا يعرف الحكمة أبلغ في التعبّد والتذلل لله.
لأن العبادات منها ما حكمته معلومة لنا وظاهرة فالإنسان ينقاد لها تعبداً لله تعالى وطاعةً له ثم إتباعاً لما يعلم فيها من هذه المصالح .
ومنها ما لا يعرف حكمته ولكن كون الله يأمر بها ويتعبد بها فان فيها حكمة يعلمها الله العليم الحكيم ويجب التسليم له > كما قال الله تعالى (وما كان لمؤمنٍ ولا مؤمنةٍ إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم.
وما يحصل في القلب من الإنابة لله الخشوع والاعتراف بكمال الرب ونقص العبد وحاجته إلى ربه ما يحصل له في هذه العبادة فهو من أكبر المصالح وأعظمها” انتهى كلامه

Visits: 35