رَدُّ شُبْهَةِ إنتقاض العهد مع الكفار بمجرد الاعتداء على المسلمين
قال الشيخ محمد بازمول حفظه الله : ” كانت قريش تؤذي وتقتل في المسلمين من المستضعفين في مكة الذين لم يستطيعوا الهجرة ومع ذلك دخل الرسول صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية معها . وحفظ لهم العهد وكان يرد من يسلم ويأتي إليه المدينة يرده إليهم في مكة.
والله عزوجل أمرنا بنصرة المستضعفين على الكفار إلا الذين بيننا وبينهم عهد وميثاق، قال تعالى:” وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ” .
تأمل الآية الكريمة؛ فإن فيها ما يلي:
– أنه يجب نصرة إخواننا المستضعفين الذين يعتدي عليهم الكفار بشرطين:
الشرط الأول : أن يطلبوا نصرنا. “وإن استنصروكم“.
الشرط الثاني : أن لا يكون بيننا وبين الكفار المعتدين عليهم عهد وميثاق : ” إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق “.
– وفي الآية دلالة أن العهد والميثاق الذي بيننا وبين الكفار لا ينتقض بمجرد اعتدائهم على المسلمين ، لأن الله أمر بحفظ عهدهم مع وجود الاعتداء منهم على المسلمين المستضعفين .
– وفي الآية أن النصرة إنما تكون في الدين لا لقومية ولا عصبية ولا لمصالح دنيوية ” وإن استنصروكم في الدين” .
– وفي الآية أن شرع الله جل وعلا لا يكون بالعاطفة أو بالحماسة، فإن هذه حدود الله جل وعلا، وهذا شرعه، والله يغار أن يضيع شرعه ودينه، ” والله بما تعملون بصير“.
– وفي الآية تأكيد حفظ العهد والميثاق، وهذا قد جاء نصا في آية أخرى، قال جل وعلا: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ ” (المائدة:1).
قال جل وعلا: ” وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً” (الإسراء:34).
والله الموفق.
Visits: 60