عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ : ( أَصَابَنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَطَرٌ ، قَالَ : فَحَسَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَوْبَهُ حَتَّى أَصَابَهُ مِنْ الْمَطَرِ . فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! لِمَ صَنَعْتَ هَذَا ؟ قَالَ : لِأَنَّهُ حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ تَعَالَى ) رواه مسلم (898) .
قال الإمام النووي رحمه الله :” هذا الحديث دليل لقول أصحابنا أنه يستحب عند أول المطر أن يكشف غير عورته ليناله المطر ” اه
قال صاحب عون المعبود :” أي بإيجاد ربه إياه يعني أن المطر رحمة وهي قريبة العهد بخلق الله لها فيتبرك بها ، وهو دليل على استحباب ذلك ” ا.هـ
وفي ” صحيح البخاري ” : ” باب من تمطر في المطر حتى يتحادر على لحيته “، أورد فيه حديث أنس بن مالك رضي الله عنه في استسقاء النبي صلى الله عليه وسلم المطر على المنبر ، وكان مما قاله أنس رضي الله عنه : (ثُمَّ لَمْ يَنْزِلْ عَنْ مِنْبَرِهِ حَتَّى رَأَيْتُ الْمَطَرَ يَتَحَادَرُ عَلَى لِحْيَتِهِ) رواه البخاري (1033) .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :” كأن المصنف أراد أن يبين أن تحادُرَ المطر على لحيته صلى الله عليه وسلم لم يكن اتفاقا ، وإنما كان قصدا ، فلذلك ترجم بقوله : ” من تمطَّر “، أي : قصد نزول المطر عليه ؛ لأنه لو لم يكن باختياره لنزل عن المنبر أول ما وكف السقف ، لكنه تمادى في خطبته حتى كثر نزوله بحيث تحادر على لحيته صلى الله عليه وسلم ” انتهى من ” فتح الباري ” (2/520) .
ولقد كان الصحابة يحرصون على التعرض لأول مطر ينزل من السماء ، إقتداءا بالنبي صلى الله عليه وسلم فقد جاء ذلك عند ابن أبي شيبة في مصنفه عن عثمان وعلي وابن عباس رضي الله عنهم أجمعين
قال ابن أبي أبي شيبة : “باب من كان يتمطر في أول مطرة ” ، أي : يتعرض للمطر ويغتسل به . وروى تحته بسنده عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه : ” كان يتمطر في أول مَطْرَةٍ “.
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله : ” وهذه السنّة ثابتة في الصحيح، وعليه فيقوم الإِنسان ويخرج شيئاً من بدنه إما من ساقه، أو من ذراعه، أو من رأسه حتى يصيبه المطر اتباعاً لسنّة النبي صلّى الله عليه وسلّم “ الشرح الممتع [ 2/458]
Visits: 237