قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( الطَّاعُونُ رِجْزٌ أَوْ عَذَابٌ أُرْسِلَ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَوْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، فَإِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ فَلَا تَقْدَمُوا عَلَيْهِ ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ) .
قال العلامة محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله ورفع درجته في المهديين :
” وبهذا يتبين ضعف استدلال من استدل بهذا الحديث على ما يسمى في علم الطب بالحجر الصحي ، لأنهم قالوا إن منع الرسول صلى الله عليه وسلم من الخروج من أرض وقع بها الطاعون هذا هو الحجر الصحي ، يعني يحجرون عليك ما تخرج .
فنقول لهم : إن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن الخروج فرارا منه ، وأما إذا خرج الإنسان لأن حاجته انتهت فإنه يخرج .
فإذا قال قائل : هم استدلوا بهذا الحديث على الحجر الصحي ليبينوا أن دين الإسلام قد سبق هذه القواعد الطبية التي يتبجح بها هؤلاء ، وهذا مفخرة للإسلام ، فلماذا تضعفون هذه المفخرة ؟ لماذا لا توافقونهم على استدلالهم حتى يكون ذلك فخرا للإسلام ؟ .
فالجواب أننا نحن نقول بالعدل ، ونقول إذا كان هذا الحديث لا يدل على ما ذهبوا إليه من الحجر الصحي فقد دل عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( فر من المجذوم فرارك من الأسد ) . وأنه قيل له أن رجلا في الجيش مجذوما فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يعطى سهمه وأن يرجع إلى أهله ، وهذا نوع من الحجر الصحي .
أما أن نحمل النصوص ما لا تحتمل فهذا لا يجوز لنا ، ثم إن الشرع يراعي الصلاح القلبي والصحة القلبية أكثر مما يراعي الصلاح الجسمي والصحة الجسمية ، ولهذا قال : ( فرارا منه ) لأن الخروج من أرض الطاعون فرارا من الطاعون فيه ضعف التوكل على الله عز وجل . ” اه شرح كتاب المرضى والطب من صحيح البخاري
Visits: 113