بسم الله الرحمن الرحيم
قال الامام الألباني رحمه الله:” بعض الناس يخلط بين المهدي الحق والذي اسمه (محمد بن عبد الله ) مطابق لإسم النبي صلى الله عليه وسلم كما صرحت الأحاديث والذي شهد علماء الحديث بتواتر الأحاديث الواردة فيه – والتواتر أعلى درجات الصحة – وبين مهدي الرافضة الخرافة صاحب السرداب والذي اسمه (محمد بن الحسن العسكري) ولا يطابق اسمه اسم النبي صلى الله عليه و سلم مخالفاً الأحاديث من مثل الحديث عبدالله بن مسعود مرفوعا : ” لو لم يبق من الدنيا إلا يوم ، لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلا من أهل بيتي ، يواطيء اسمه اسمي ، واسم أبيه اسم أبي ، يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا ” صحيح الجامع
قال الامام ابن باز رحمه الله: ” المهدي المنتظر صحيح وسوف يقع في آخر الزمان قرب خروج الدجال وقرب نزول عيسى عند اختلاف يقع بين الناس عند موت خليفة، فيخرج المهدي ويبايع ويقيم العدل بين الناس سبع سنوات أو تسع سنوات، وينزل في وقته عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام، هذا جاءت به الأحاديث الكثيرة.
أما المهدي الذي يدعيه الرافضة مهدي الشيعة صاحب السرداب فهو لا أصل له عند أهل العلم بل هو خرافة لا أساس لها ولا صحة لها.
وقد قال العلامة صديق حسن خان في ” الإذاعة ” : ” الأحاديث الواردة في المهدي على اختلاف رواياته كثيرة جداً تبلغ حد التواتر وهي في السنن وغيرها من دواوين الإسلام من المعاجم والمسانيد .وأحاديث المهدي بعضها صحيح ، وبعضها ضعيف ، وأمره مشهور بين الكافة من أهل الإسلام على مر الأعصار ، وأنه لا بد في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت النبوي يؤيد الدين ويظهر العدل ويتبعه المسلمون ، ويستولي على الممالك الإسلامية ، ويسمى بالمهدي ، ويكون خروج الدجال وما بعده من أشراط الساعة الثابتة في الصحيح على أثره . وأن عيسى ينزل من بعده فيقتل الدجال ، ويأتم بالمهدي في صلاته إلى غير ذلك ، وأحاديث الدجال وعيسى أيضاً بلغت مبلغ التواتر ولا مساغ لإنكارها ..” اه
قال العلامة الشوكاني رحمه الله : ” والأحاديث الواردة في المهدي التي أمكن الوقوف عليها منها : خمسون حديثاً فيها الصحيح والحسن والضعيف المنجبر ، وهي متواترة بلا شك ولا شبهة بل يصدق وصف التواتر على ما هو دونها على جميع الاصطلاحات المحررة في الأصول ، وأما الآثار عن الصحابة المصرحة بالمهدي فهي كثيرة أيضاً لها حكم الرفع إذ لا مجال للاجتهاد في مثل ذلك “.انتهى .
وقد جمع العلامة محمد بن إسماعيل الأمير اليماني الأحاديث القاضية بخروج المهدي وأنه من آل محمد -صلى الله عليه وسلم- وأنه يظهر في آخر الزمان ثم قال : ” ولم يأت تعيين زمنه إلا أنه يخرج قبل خروج الدجال “ .
بعض الأحاديث الواردة في المهدي
1– عن أبي سعيد الخدري مرفوعا : ” المهدي مني ، أجلى الجبهة ، أقنى الأنف ، يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جوار و ظلما ، يملك سبع سنين ” حسن ، صحيح الجامع
2- عن علي بن أبي طالب مرفوعا : ” المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة ” حسن رواه ابن ماجه
قال ابن كثير رحمه الله: ” أي يتوب الله عليه، ويوفقه ويلهمه، ويرشده بعد أن لم يكن كذلك ” اه.
3- عن عبد الله بن مسعود مرفوعا : ” لا تذهب الدنيا ، ولا تنقضي ، حتى يملك رجل من أهل بيتي ، يواطئ اسمه اسمي “ صحيح الجامع
4- عن عبدالله بن مسعود مرفوعا : ” لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلا مني – أو – من أهل بيتي ، يواطئ اسمه اسمي ، واسم أبيه اسم أبي يملأ الأرض قسطا وعدلا ، كما ملئت ظلما وجورا “.حسن ، رواه أبو داود
5- عن أم سلمة هند بنت أبي أمية مرفوعا : ” المهدي من عترتي من ولد فاطمة ” صحيح الجامع
وخلاصة القول : إن عقيدة خروج المهدي عقيدة ثابتة متواترة عنه -صلى الله عليه وسلم- يجب الإيمان بها لأنها من أمور الغيب ، والإيمان بها من صفات المتقين
كما قال تعالى: ( الم * ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين * الذين يؤمنون بالغيب ) .
وإن إنكارها لا يصدر إلا من جاهل أو مكابر .
أسأل الله تعالى أن يتوفانا على الإيمان بها وبكل ما صح في الكتاب والسنة .
جاء في كتاب حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر: “ويؤخذ من قوله صلى الله عليه وسلم في المهدي – أنه يصلحه الله في ليلةٍ – أن المهدي لا يعلم بنفسه أنه المهدي المنتظر قبل وقت إرادة الله إظهاره
ويؤيد ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم وهو أشرف المخلوقات لم يعلم برسالته إلا وقت ظهور جبريل له بغار حراء حين قال له: اقرأ باسم ربك الذي خلق ـ وأما قبل ذلك فكان يرى منامات كثيرة تأسيساً لرسالته وتقوية لقلبه، لكنه لم يعلم أن المراد منها تأسيس الرسالة، حتى أنه كان كلما رأى مناماً من تلك المنامات يخبر زوجته خديجة ـ رضي الله عنها ـ ويشكو إليها حاله، فكانت تثبته وتقول له كلاماً يقوي به قلبه، كما هو موضح في كتب الحديث.
فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم لم يعلم بأنه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بعد ظهور جبريل عليه السلام له وقوله: اقرأ باسم ربك.. فبالأولى أن المهدي المنتظر لا يعلم بأنه المهدي المنتظر إلا بعد إرادة الله إظهاره،.
ولذلك يمتنع من البيعة حتى يتهدد بالقتل ويبايع مكرهاً، فهذا هو سر قوله صلى الله عليه وسلم ـ يصلحه الله في ليلةٍ ـ ليعلم من ذلك أنه لم يعلم أنه المهدي إلا وقت إرادة الله إظهاره.
فكل من يدعي أنه هو المهدي المنتظر ويطلب البيعة لنفسه أو يقاتل الناس لتحصيلها فهو مخالف لما صرّحت به أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد ادعى هذه الدعوى كثيرون فيما تقدم من الأزمان ولم تثبت دعواهم، وكان لهم مع الخلفاء وقائع وحروب مذكورة في التواريخ، وقد جمعت أسماؤهم ووقائعهم باختصار في رسالة مستقلة، ليعلم من وقف عليها أن كل من ادعى هذه الدعوى لا تتم له إلا إذا جاءت على طبق ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، لأنه الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى. انتهى.
وما أحسن قول سفيان الثوري رحمه الله: إن مر بك المهدي وأنت في البيت فلا تخرج إليه حتى يجتمع إليه الناس. اهـ.
والحمد لله رب العالمين
Visits: 223