عيد الغدير المبتدع عند الرافضة

Home / الحديث / عيد الغدير المبتدع عند الرافضة
عيد الغدير المبتدع عند الرافضة
بسم الله الرحمن الرحيم
عن زيد بن أرقم والبراء بن عازب : أنَّ رسولَ اللهِ – صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ – لما نزل بغديرِ خُمّ ؛ أخذ بيدِ عليٍّ فقال : ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ !، قالوا : بلى، قال : ألستُم تعلمون أني أولى بكلِّ مؤمنٍ من نفسه!، قالوا : بلى، قال :اللهمَّ ! من كنتُ مولاه ؛ فعليٌّ مولاه، اللهمَّ ! والِ من والاه، وعادِ من عاداه” هذا الحديث رواه الترمذي 3713 وابن ماجه 121 ، وغيرهما …وقد اختُلِفَ في صحته
قَالَ الزَّيْلَعِيُّ فِي تَخْرِيجِ الْهِدَايَةِ1/189: ” وَكَمْ مِنْ حَدِيثٍ كَثُرَتْ رُوَاتُهُ وَتَعَدَّدَتْ طُرُقُهُ وَهُوَ حَدِيثٌ ضَعِيفٌ كحَدِيثِ ” مَنْ كُنْت مَوْلَاهُ فِعْلِيٌّ مَوْلاهُ ” .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ” أما قوله من كنت مولاه فعلي مولاه فليس هو في الصحاح لكن  مما رواه العلماء وتنازع الناس في صحته فنقل عن البخاري وإبراهيم الحربي وطائفة من أهل العلم بالحديث انهم طعنوا فيه. وأما الزيادة وهي قوله اللهم وال من والاه وعاد من عاداه…الخ فلا ريب انه كذب ” منهاج السنة 7/319.
وَقَالَ الذَّهَبِيُّ 🙁 وَأَمَّا حَدِيثُ : مَنْ كُنْت مَوْلاهُ فَلَهُ طُرُقٌ جَيِّدَةٌ ) . وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة 1750 وناقش من قال بضعفه .
وهذه الجملة ” من كنتُ مولاه ؛ فعليٌّ مولاه ” عن النبي صلى الله عليه وسلم ـ إن صحت ـ لا تكون بحال دليلا على إثبات ما ألحقه به الغالون من زيادات في الحديث للتوصل إلى تقديمه رضي الله عنه على بقية الصحابة كلهم ،أو إلى الطعن في الصحابة بأنهم سلبوه حقه ، وقد أشار شيخ الإسلام إلى بعض هذه الزيادات وتضعيفها في عشرة مواضع من منهاج السنة .
ومعنى الحديث اختلف فيه ، وأيَّاً كان فإنه لا يناقض ما هو ثابت ومعروف بالأحاديث الصحاح من أن أفضل الأمة أبو بكر وأنه الأحقُّ بالخلافة ، ثم يليه عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنه الله عنهم أجمعين . لأن ثبوت فضل معين لأحد الصحابة ، لا يدل على أنه أفضلهم ، ولا ينافي كون أبي بكر أفضلهم كما هو مقرر في أبواب العقائد .
وبغض النظر عن التلفيق الذي صنعه الروافض ، فإن الاستدلال الذي يستدلون به بأن معنى” مولاه ” في الحديث أي ” واليه ” وعلى ذلك فالولاية ثابتة لعلي بعد النبي عليه الصلاة والسلام هو فهم خاطىء لم يقل به أحد ولا حتى علي رضي الله عنه الذي كان يقول دائما من على المنبر : ” خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ، والثاني عمر رضي الله عنه…”  رواه الإمام أحمد من حديث ابي جحيفة
والسنة والفهم الصحيح والصواب هو أن ” مولاه ” بمعنى الموالاة ، وهي المودة والمحبة والمؤازرة ، وهذا هو المعنى الذي جاءت به لغة العرب .
قال شارح الترمذي العلامة المباركفوري : ” قِيلَ مَعْنَاهُ مَنْ كُنْت أَتَوَلاهُ فِعْلِيٌّ يَتَوَلاهُ مِنْ الْوَلِيِّ ضِدُّ الْعَدُوِّ . أَيْ مَنْ كُنْت أُحِبُّهُ فِعْلِيٌّ يُحِبُّهُ وَقِيلَ مَعْنَاهُ مَنْ يَتَوَلاَّنِي فِعْلِيٌّ يَتَوَلاَّهُ ذَكَرَهُ الْقَارِي عَنْ بَعْضِ عُلَمَائِهِ
قَالَ الشَّافِعِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : يَعْنِي بِذَلِكَ ولاءَ الإِسلامِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى : { ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ } قَالَ الطِّيبِيُّ رحمه الله :” لا يَسْتَقِيمُ أَنْ تُحْمَلَ الْوِلايَةُ عَلَى الإِمَامَةِ الَّتِي هِيَ التَّصَرُّفُ فِي أُمُورِ الْمُؤْمِنِينَ لأَنَّ الْمُتَصَرِّفَ الْمُسْتَقِلَّ فِي حَيَاتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ هُوَ لا غَيْرُهُ فَيَجِبُ أَنْ يُحْمَلَ عَلَى الْمَحَبَّةِ ووَلاءِ الإِسْلامِ وَنَحْوِهِمَا “.
وتكذب الشيعه وتقول أن النبي رفع يد علي ، ولم يتفرقا حتى نزل قوله تعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم ) ، وقال : ” الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضا الرب لي بالرسالة ولعلي بالولاية ” . .
وفي الثامن عشر من ذي الحجة ، يجتمع الشيعة لإحياء ذكرى الغدير غدير (خم ) ، ويزعم الشيعة ان الرسول صلى الله عليه وسلم عهد في ذلك اليوم وذلك الموضع إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالخلافة ، لذلك يجعلون ذلك الزمان والمكان عيداً ، فمن حج منهم اجتمعوا في غدير ( خم ) وأقاموا فيه احتفالاً ، ومن لم يكن حج احتفل به في بلاده ، أو عند قبور أئمتهم ومعظميهم .  
وأول من ابتدع هذه البدعة ( عيد الغدير ) بنو بويه .                                     
قال ابن كثير رحمه الله : ” وفي عشر ذي الحجة منها ( أي : سنة 352 هـ ) أمر معز الدولة بن بويه بإظهار الزينة في بغداد ، وأن تفتح الأسواق بالليل ، كما في الأعياد ، وأن تضرب الدبادب والبوقات ، وأن تشعل النيران في ابواب الأمراء ،وعند الشرط فرحاً بعيد الغدير – غدير خم – فكان وقتاً عجيباً مشهوداً ، وبدعة شنيعة ظاهرة منكرة ” .
قال شيخ الإسلام رحمه الله : ” اتخاذ هذا اليوم ( اي : عيد الغدير) عيداً محدثاً لا أصل له ، فلم يكن في السلف لا من أهل البيت ولا من غيرهم من اتخذ ذلك اليوم عيداً ، حتى يحدث فيه اعمالاً ، إذ الأعياد شريعة من الشرائع ، فيجب فيها الاتباع لا الابتداع ، وللنبي صلى الله عليه وسلم خطب وعهود ووقائع في أيام متعددة ، مثل يوم بدر ، وحنين ، والخندق ، وفتح مكة ، ووقت هجرته ، ودخوله المدينة ، وخطب له متعددة يذكر فيها قواعد الدين ، ثم لم يوجب ذلك أن يتخذ أمثال تلك الايام أعياداً ” .
والحمد لله رب العالمين

Visits: 184