غربة أهل الحق

Home / العلم والعلماء / غربة أهل الحق
غربة أهل الحق
قال العلامة حمود التويجري رحمه الله : ” إن الجهل قد عمَّ وطمَّ في هذه الأزمان، وعاد المعروف عند الأكثرين منكرا والمنكر معروفا، وأُطيع الشح، واتُّبِعت الأهواء، وصار القُرّاء الفسقة والمتشبهون بالعلماء ينكرون على من رام تغيير المنكرات الظاهرة، ويعدُّون ذلك تشديدا على الناس ومشاغبة لهم وتنفيرا، وعندهم أن تمام العقل في السكوت ومداهنة الناس بترك الإنكار عليهم، وأن ذروة الكمال والفضل في الإلقاء إلى الناس كلهم بالمودة، وتمشية الحال معهم على أي حال كانوا،
وهذا مصداق ما رواه الإمام أحمد في كتاب “الزهد”؛ حدثنا عبد الصمد، حدثنا هشام -يعني الدستوائي- عن جعفر -يعني صاحب الأنماط- عن أبي العالية قال: «يأتي على الناس زمان تخرب صدورهم من القرآن، ولا يجدون له حلاوة ولا لذاذة، إن قصّروا عما أُمروا به قالوا: إن الله غفور رحيم، وإن عملوا بما نُهوا عنه قالوا: سيغفر لنا، إنَّا لم نشرك بالله شيئا، أمرهم كله طمع ليس معه صدق، يلبسون جلود الضأن على قلوب الذئاب، أفضلهم في دينه المداهن». ” .
قال الامام ابن القيم رحمه الله تعالىإياك أن تغتر بما يغتر به الجاهلون، فإنهم يقولون: لو كان هؤلاء (أهل الحديث والأثر)  على حق لم يكونوا أقل الناس عددا، والناس على خلافهم، فاعلم أن هؤلاء هم الناس، ومن خالفهم فمشبهون بالناس وليسوا بناس، فما الناس إلا أهل الحق، وإن كانوا أقلهم عددا.
قال ابن مسعود رضي الله عنه:  ” لا يكن أحدكم إمَّعة، يقول: أنا مع الناس، ليوطِّن أحدكم نفسه على أن يؤمن ولو كفر الناس “. انتهى.
 

وقال ابن القيم في “الكافية الشافية”:
لا توحشنك غربةً بين الورى … فالناس كالأموات في الجبّان
أَوَمَا علمت بأن أهل السنة الـ … ـغرباء حقا عند كل زمان
قل لي متى سلم الرسول وصحبه … والتابعون لهم على الإحسان
من جاهل ومعاند ومنافق … ومحارب بالبغي والطغيان
وتظن أنك وارث لَهُمُ وما… ذقت الأذى في نصرة الرحمن
كلا ولا جاهدتَ حق جهاده … في الله لا بِيَدٍ ولا بِلسان
منَّتْك والله المُحال النفسُ فاسـ … ـتحدث سوى ذا الرأي والحسبان
لو كنتَ وارثه لآذاك الأُلى … ورثوا عداه بسائر الألوان
قال الامام الحسن البصري رحمه الله :
” إن أهل السنة كانوا أقل الناس، الذين لم يأخذوا مع أهل الإتراف في إترافهم، ولا مع أهل البدع في أهوائهم، وصبروا على سنتهم حتى أتوا ربهم، فكذلك إن شاء الله فكونوا، ثم قال: والله لو أن رجلا أدرك هذه المنكرات، يقول هذا: هلمَّ إليّ، ويقول هذا: هلم إليّ، فيقول: لا أريد إلا سنة محمد ?، يطلبها، ويسأل عنها، إن هذا ليعرض له أجر عظيم، فكذلك فكونوا إن شاء الله. ” اه

Visits: 368