قال عليه الصلاة والسلام : “ لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا : إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ بِفِطْرِهِ , وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ ” رواه البخاري ومسلم .
قال أبو العباس القرطبي رحمه الله : ” فَرِحَ بِزَوَالِ عَطَشِهِ وَجُوعِهِ حِينَ أُبِيحَ لَهُ الْفِطْرُ . وَهَذَا الْفَرَحُ طَبِيعِيٌّ ، وَهُوَ السَّابِقُ لِلْفَهْمِ . وَقِيلَ : إِنَّ فَرَحَهُ بِفِطْرِهِ ; إِنَّمَا هُوَ مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ: تَمَامُ صَوْمِهِ ، وَخَاتِمَةُ عِبَادَتِهِ ، وَتَحْقِيقُ رِيِّهِ وَمَعُونَتُهُ عَلَى مُسْتَقْبَلِ صَوْمِهِ . ” اه المفهم
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :” ولا مانع من الحمل على ما هو أعم مما ذكر , ففرح كل أحد بحسبه لاختلاف مقامات الناس في ذلك , فمنهم من يكون فرحه مباحاً وهو الطبيعي , ومنهم من يكون مستحبّاً وهو من يكون سببه شيء مما ذكره ” انتهى .” فتح الباري ” ( 4 / 118 ) .
قال الشيخ السعدي : “وقوله صلّى الله عليه وسلم: “لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لقاء ربه“.
هذان ثوابان: عاجل، وآجل.
فالعاجل: مشاهد إذا أفطر الصائم فرح بنعمة الله عليه بتكميل الصيام. وفرح بنيل شهواته التي منع منها في النهار.
والآجل: فرحه عند لقاء ربه برضوانه وكرامته. وهذا الفرح المعجل نموذج ذلك الفرح المؤجل، وأن الله سيجمعهما للصائم.” اه بهجة قلوب الابرار
قال الشيخ علي القاري رحمه الله : “” فرحة عند فطره “ أي إفطاره بالخروج عن عهدة المأمور ، أو بوجدان التوفيق لإتمام الصوم ، أو بالأكل والشرب بعد الجوع والعطش ، أو بما يرجوه من حصول الثواب ، وقد ورد : “ ذهب الظمأ وثبت الأجر “ ” . اه مرقاة المفاتيح
Visits: 113