قدمت لله ما قدمت من عمل ** وما عليك بهم ذموك أو شكروا

Home / الزهد و الرقائق / قدمت لله ما قدمت من عمل ** وما عليك بهم ذموك أو شكروا
قدمت لله ما قدمت من عمل ** وما عليك بهم ذموك أو شكروا

قال الإمام ابن الوردي وهو يرثي شيخ الإسلام ابن تيمية

عثا في عِرضِهِ قومٌ سِلاطٌ *** لهمْ منْ نثرِ جوهَرِهِ التقاطُ

تقيُّ الدينِ أحمدُ خيرُ حَبْرٍ *** خُروقُ المعضلاتِ بهِ تُخاطُ

توفي وهْوَ محبوسٌ فريدٌ *** وليسَ لهُ إلى الدنيا انبساطُ

ولو حضروهُ حينَ قضى لألفَوا *** ملائكةَ النعيمِ به أحاطوا

قضى نحباً وليسَ لهُ قرينٌ *** ولا لنظيرِهِ لُفَّ القماطُ

فريداً في ندى كفٍّ وعلمٍ *** وحلُّ المشكلاتِ به يُناطُ

وكانَ إلى التقى يدعو البرايا *** وينهى فرقةً فسقوا ولاطوا

وكانَ يخافُ إبليسٌ سطاهُ *** بوعظٍ للقلوبِ هوَ السياطُ

فيا لله ماذا ضمَّ لحدٌ *** ويا للهِ ما غطَّى البساطُ

هُمْ حسدوهُ لما لم ينالوا *** مناقبَهُ فقد مكروا وشاطوا

وكانوا عن طرائقهِ كسالى *** ولكنْ في أذاهُ لهم نشاطُ

وحبسُ الدرِّ في الأصدافِ فخرٌ *** وعندَ الشيخِ بالسجنِ اغتباطُ

بآلِ الهاشميّ لهُ اقتداءٌ *** فقد ذاقوا المنونَ ولمْ يواطُوا

بنو تيميَّةٍ كانوا فباتوا *** نجومَ العلمِ أدركها انهباطُ

ولكنْ يا ندامةَ حاسديهِ *** فشكُّ الشركِ كانَ بهِ يُماطُ

ويا فرحَ اليهودِ بما فعلتم *** فإنَّ الضدَّ يعجبُهُ الخباطُ

ألمْ يكُ فيكمُ رجلٌ رشيدٌ *** يرى سجنَ الإمامِ فيُستشاطُ

إمامٌ لا ولايةَ كانَ يرجو *** ولا وقفٌ عليهِ ولا رباطُ

ولا جاراكمُ في كسبِ مالٍ *** ولم يُعْهَد لهُ بكمُ اختلاطُ

ففيمَ سجنتموهُ وغظْتموهُ *** أما لجزا أذِيَّتِهِ اشتراطُ

وسجنُ الشيخِ لا يرضاهُ مثلي *** ففيهِ لقدرٍ مثلكمُ انحطاطُ

أما واللهِ لولا كتمُ سرّي *** وخوفُ الشرِّ لانحلَّ الرباطُ

وكنتُ أقولُ ما عندي ولكنْ *** بأهلِ العلمِ ما حَسُنَ اشتطاطُ

فما أحدٌ إلى الإنصافِ يدعو *** وكلٌّ في هواهُ لهُ انخراطُ

سيظهرُ قصدُكم يا حابسيهِ *** ونيتُكُمْ إذا نُصِبَ الصّراطُ

فها هو ماتَ عندكمُ استرحتمْ *** فعاطوا ما أردتم أنْ تعاطوا

وحُلُّوا واعقدوا منْ غير ردٍّ *** عليكمْ وانطوى ذاكَ البساطُ

Visits: 67